شهدت منافذ صرف السلع التموينية بالإسماعيلية عددًا من الاحتجاجات من المواطنين، وذلك بعد رفض البقالين والعاملين صرفها رغم توافرها دون إبداء أي أسباب واضحة، فيما أكد البعض أن هناك أوامر لبقالي التموين بإيقاف الصرف بشكل مؤقت لحين صدور تعليمات بالتوزيع. وتطورت الاحتجاجات إلى مشادات واشتباكات في بعض المنافذ، والتي قامت باستدعاء الشرطة لفض التجمهر أمامها. وقال ربيع حسن، 55 سنة، إنه منذ يومين توجه إلى أكثر من منفذ، ولم يستطع الصرف أو حتى معرفة السبب، مؤكدًا أنهم يرفضون صرف السلع الأساسية، ويلحون في استبدال سلع حرة مكانها، مثل الصلصة والمكرونة والحلوى والمنظفات، وهي سلع غير أساسية، مشددًا "نحن نحتاج لسلع التموين من الزيت والسكر والأرز، ولم نستطع صرفها أو الحصول عليها". وتابع أنه ظل ينتظر أمام أحد المنافذ، وحدثت مشادات ومشاجرات بين الأهالي والعاملين بالمنافذ، وجاءت الشرطة على أثرها، وأجبرتهم على الابتعاد عن المنافذ بشكل مهين، لم تُراعِ أنه مسن. وتساءل: هل تم إلغاء التموين، أم سيتم زيادة سعره؟ وما هو السبب الحقيقي وراء قيام كل المنافذ بعدم التوزيع؟ وإلى متى سيستمر هذا الوضع؟ وقال محمد عربي، أحد الأهالي: إن قوات الشرطة تدخلت لإبعادنا عن المنافذ بالقوة وهددتنا، ولم تسأل عن أسباب تجمهرنا وغضبنا، رغم أن البضائع موجودة، والكل يشاهدها بعينيه، ولا يستطيع البائعون صرفها، ولا إخبارنا بالأسباب، بل ويتعاملون معنا بتكبر وكأننا "نشحت". وتابع أنهم لن يغادروا دون صرف المقررات التموينية، مؤكدًا رفضهم ما قيل لهم من صرف سلع أخرى حرة بدلًا من التموينية، لأنهم لا حاجة لهم بهذه السلع؛ فهم يحتاجون السلع الأساسية "الزيت والسكر والأرز". مضيفًا: رغم وعودهم اليومية بأن هناك جردًا، وسيتم الصرف غدًا أو غد، وأنهم لم يستلموها من وزارة التموين، إلا أنه لم يتم صرف أي شيء طوال ثلاثة أيام متواصلة، وكل مرة يقال لنا نفس الحجج ونفس الكلام الذى ينتهي عادة بالشجار والمشادات واستدعاء الشرطة. وقال مجدي عبد الفضيل، نائب رئيس شعبة البقالة بالغرفة التجارية بالإسماعيلية، إن فروع شركات الجملة التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية بوزارة التموين والتجارة الداخلية تمتنع عن صرف السلع الأساسية ل 374 بقالًا تموينيًّا بالمحافظة من الزيت والسكر والأرز رغم توفرها وتواجدها بالمخازن، وبدون إبداء أسباب واضحة لعدم صرفها، مؤكدًا أن بقالي التموين لديهم خطابات من مكاتب التموين بالمحافظة بصرف السلع، إلا أن الصرف قاصر على الجبن والصلصة، بينما يتم صرف جميع أنواع السلع ل"جمعيتي" على سبيل المثال، والتي وصلت فروعها إلى 10 بالإسماعيلية، بما لا يحقق العدالة الاجتماعية بين التجار وموزعي السلع التموينية بالإسماعيلية. ومن جانبه قال اللواء ياسين طاهر، محافظ الإسماعيلية، إنه سيقوم بتشكيل لجنة لبحث الأمر والتأكد من صحته وإحالة أي بقال مخالف إلى النيابة، مؤكدًا أنه لا توجد أي تعليمات بإيقاف صرف السلع التموينية، وأنه غير مسؤول عن التصرفات الفردية التي يقوم بها بعض الأشخاص لإقحام الحكومة والمحافظة فيها، وأنها رغم ذلك تقوم بمراقبة الأسواق، وخاصة منافذ السلع التموينية.