حالة من التوتر الشديد سادت بين جماهير الأندية المصرية خلال السنوات القليلة الماضية، غذتها "السوشيال ميديا" ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، التي باتت تحرض وتنفخ في النار من أجل زيادة التفاعل وجني المال، ودخل عنصر جديد في الحرب المشتعلة على مواقع التواصل وهو الشركات الراعية التي رأت في السخرية من منافسي النادي الذي ترعاه مصدرًا لجذب الجماهير. اشتهرت المواجهات داخل المستطيل الأخضر بالإثارة الكبيرة، وامتدت الإثارة للمدرجات ومنها إلى المقاهي والأماكن العامة حيث باتت جماهير كل فريق تتباهى بفريقها وتسخر من الفريق المنافس، وتطورت الأمور بفعل مواقع التواصل الاجتماعي وانتشارها في المجتمع، وبعد أن كان التشجيع يقتصر على رفع بعض اللافتات، والهتاف خلال المباريات، أشعلت مواقع التواصل الموقف وأنشئت آلاف الصفحات للإشادة من قبل المشجعين امتلأت بالسخرية من المنافس، مما زاد التعصب الأعمى بين الجماهير وبعضها. أبرز مشاهد الصراع هي التي تحدث بين جماهير النادي الأهلي وغريمه نادي الزمالك، وتتسبب صفحات الناديين ولاعبيهما في كراهية كبيرة بين الجماهير بسبب سخرية كل منهما من الآخر، ومن أبرز الأمثلة على ذلك سخرية الجناح "الأهلاوي" من خسارتي الزمالك أمام الوداد المغربي وصن داونز الجنوب إفريقي في دوري أبطال إفريقيا. استغلال الجماهير يقال دائمًا إن الإعلاميين والرياضيين هم المثل والقدوة للأجيال الصغيرة، ولكن كثيرا منهم غلبهم تعصبهم لناديهم، ومنهم من بات يستخدم الجماهير لتصفية حسابات شخصية دون التفكير في العواقب. أحمد شوبير، حارس مصر والأهلي السابق، وأحمد الطيب، المعلق الرياضي، أقحما الجماهير في خلافهما الشخصي الذي وصل إلى حد الاشتباك بالأيدى في أحد البرامج التليفزيونية، واستغل الطرفان مواقع التواصل، فاستخدمها المعلق الرياضي لحشد جماهير نادي الزمالك الذي أعلن انتماءه له للنيل من خصومه، فيما استغل شوبير ذلك وأعلن الحرب على الطيب بدافع أنه يريد أن يشعل الفتنة بين الجماهير. ودخل الطيب في معركة جديدة مع أحد النقاد الرياضيين بحجة الدفاع عن الكيان، وأقحم الجماهير في حربه الشخصية معه بداعي أن هذا الناقد ينتمي للنادي المنافس. الشركات الراعية تلعب الشركات الراعية دورا رئيسيا في زيادة حدة التعصب بين الجماهير، وتستخدم كل شركة الإعلام ومواقع التواصل كوسيلة للدعاية لمنتجاتها عن طريق استهداف جماهير النادي الذي ترعاه وحثه على شراء منتجاتها بطريقة غير مباشرة من خلال نشر بعض التدوينات التي تنال من النادي المنافس وتسخر منه، وتلقى هذه التدوينات إقبالا كبيرا من جماهير الناديين وخصوصًا الشباب. إحدى الشركات الراعية لنادي الزمالك نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل مباراة فريقها أمام الوداد المغربي بدوري الأبطال نصيحه للوداد "متلبسوش أحمر اليوم"، في إشارة إلى اللون الرئيسي لمقيص الأهلي، وفي تدوينة أخرى موجهة سخرت من فشل المارد الأحمر في الفوز بكأس مصر منذ عام 2007. مواقع التواصل ما تفعله الجماهير العربية على مواقع التواصل يخرج الرياضة عن مسارها الصحيح، ولعل ما حدث يوم 1 فبراير 2012، دليل قاطع على ذلك ومثال يجب أن يوضع في الحسبان، حينما تبادلت جماهير الأهلي، والمصري البورسعيدي، السباب، وأعدت جماهير المصري، قبل مباراة الفريقين على ملعب «بورسعيد»، أغنيه موجهة لجماهير الأهلي قالت كلماتها "لو جاي على بورسعيد اكتب لامك وصية"، ما فُهم منه معنى التهديد بقتل جماهير الخصم في حالة حضورهم اللقاء.