قالت صحيفة جارديان البريطانية إن الانتخابات الرئاسية المقبلة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، المقرر إجراؤها الشهر المقبل، تم تأجيلها ظاهريا؛ بحجة أن قوائم الناخبين غير مكتملة، لكن السبب الحقيقي يكمن في مقاطعة المعارضة الرئيسية والكنيسة الكاثوليكية للانتخابات، حسبما أوضح الحوار الوطني الذي نظمه الائتلاف الحاكم، وشارك فيه بعض الأطراف الهامشية والجماعات المدنية. وأضافت الصحيفة أن الحزب الحاكم وافق أيضا على تأجيل الانتخابات حتى أبريل 2018، ويبدو أن رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، جوزيف كابيلا، ومؤيديه سوف ينكثون بوعودهم الرسمية التي أطلقوها في أعقاب انتخابات 2011، لافتة إلى إمكانية تلاعبهم في الدستور والسلطة القضائية؛ لتمديد فترة رئاسة كابيلا إلى ولاية ثالثة، الأمر الذي أدانه حزب المعارضة الرئيسي ومنظمة المعارضة التعددية الحزبية، مؤكدا أن ما فعله الحزب الحاكم انتهاك صارخ للدستور وللإرادة الشعبية، ليتم ترجمة الغضب إلى إضراب عام يوم الأربعاء الماضي. وتابعت «جارديان» أن محاولة كابيلا التمسك بالسلطة تهدد الاستقرار الذي تحقق أخيرا بشكل جزئي في البلاد بشق الأنفس، والأسوأ، أن الحزب الحاكم يخاطر بالعودة إلى الاضطرابات والعنف والحروب الوطنية والإقليمية، مشيرة إلى تحذيرات مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي، من اندلاع العنف على نطاق واسع إذا لم يتم الخروج من المأزق، خاصة بعد الاشتباكات ذات الصلة التي حدثت في كينشاسا الشهر الماضي، التي قتل فيها 50 شخصا على الأقل، وفرضت الولاياتالمتحدة خلالها عقوبات محدودة على جنرالات الجيش المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان، كما وافق الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين الماضي، على اتخاذ تدابير عقابية محتملة. وأوضحت الصحيفة البريطانية أن السلطة لم تنتقل سلميا في الكونغو منذ الاستقلال في عام 1960، لتترسم على أساسه الأحداث، خاصة بعض الدول المجاورة شهدت مجازر نتيجة نفس الأحداث الحالية بالكونغو، ففي العام الماضي، تجاهل رؤساء بوروندي ورواندا والكونغو برازافيل، المتطلبات الدستورية بتنحيهم عن السلطة، ما نتج عنه، في حالة بوروندي مثلا، أسفرت عن أعمال عنف وتهجير. وأردفت «جارديان»: «في أوغندا، صمم الرئيس يوويري موسيفيني على البقاء في السلطة إلى الأبد، وفي زيمبابوي، قال الرئيس روبرت موجابي إنه سيظل في الرئاسة مدى الحياة، وفي أنجولا، قدم خوسيه إدواردو دوس سانتوس أمثلة أخرى من تجاهل المبادئ الديمقراطية التي أصبح سببا للفوضى والعنف في بلادهم، خاصة أن الدراسات تشير إلى أن الناخبين الأفارقة يقدرون الأنظمة الديمقراطية، لكنهم محبطون بشكل متزايد من التخريب في دساتريهم عن عمد لمصلحة أشخاص واحزاب بعينها».