قالت صحيفة واشنطن بوست إن القارة الإفريقية تعتبر من أسرع الاقتصادات نموا في العالم، لكنها تشهد أوقاتا صعبة لأنها تعتمد على النفط الخام، ما يضع البلدان الإفريقية المنتجة للنفط في أزمات مالية خطيرة؛ لأن سعر النفط الخام انخفض الآن إلى أقل من 50 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ مايو 2009. وأضافت الصحيفة أن نيجيريا شهدت أزمة بسبب انخفاض سعر النفط، رغم أنها تأتي في المرتبة ال13 كأكبر منتج للنفط في العالم وأكبر منتج في إفريقيا، إلا أن الأرباح النفطية انخفضت بقيمة 40.3٪ بين عامي 2014 و2015، كما أن أنجولا أيضا تأثرت بشدة عندما انخفض سعر النفط أكثر من 50٪، وفقدت عملتها 37٪ من قوتها مقابل الدولار. وفي السياق، ذكر موقع فويس ايكونومس، أنه خلال 2014-2015، تدنى تصدير البترول ل44.9٪، نتيجة انخفاض ربحية النفط، مضيفا أنه رغم تأثير أزمة النفط على اقتصادات العديد من البلدان الإفريقية، لكن مع كل أزمة تأتي الفرصة؛ حيث ناقشت العديد من دول القارة السمراء تنويع التحول الاقتصادي، ويبرز العديد من الفرص لتنويع المجالات في إفريقيا، على رأسها السياحة والتصنيع والزراعة. السياحة تعد إفريقيا ثاني أكبر قارة في العالم، وتحتوي على بعض أماكن من أفضل الوجهات السياحية عالميا، والعديد من البلدان الإفريقية تهتم بتطوير صناعة السياحة؛ فأنجولا سابع أكبر اقتصاد في القارة، لديها أكثر من ألف ميل من السواحل الجميلة المثالية لحمامات الشمس والسباحين ومحبي الرياضات المائية، وتدعي وزارة الفنادق والسياحة أنه بحلول عام 2020 سوف تصل أنجولا لثلاثة أضعاف عائدات السياحة من خلال استضافة 4.6 مليون سائح. كما أن جنوب إفريقيا خصصت السياحة كقطاع رئيسي مع إمكانات ممتازة للنمو،وبحلول عام 2019، سيصل معدل الإشغال العام لديها إلى حوالي 58.3% من 54.4٪ حاليا. التصنيع على مدى السنوات الأربعين الماضية، لم تشهد إفريقيا أفضل تجربة مع التصنيع، لكن اليوم، حان الوقت للتركيز على ذلك، وسوف يتحسن التصنيع الإنتاجي في القارة، ما سيعزز القدرة على نمو غيرها من الصناعات الفرعية مثل التعليم والرعاية الصحية، فعندما تنمو الصناعات تخلق القيمة المحلية من خلال خلق المزيد من فرص التنمية وزيادة الأرباح، كما سيتم أيضا تعزيز العولمة في إفريقيا، مع ارتفاع تكاليف العمالة في شرق آسيا، فإن الشركات المتعددة الجنسيات تبدأ في النظر في الأماكن البديلة، وسوف يساعد التصنيع إفريقيا على زيادة الإنتاجية لتصبح أكثر جاذبية للشركات متعددة الجنسيات. الزراعة الزراعة الإفريقية وصلت إلى نقطة تحول؛ تماما مثل الدول المانحة الكبيرة كالصين والبرازيل، ووفقا لخريطة إفريقيا، فلديها أكبر حصة من الأراضي غير المزروعة في العالم، وتبين بحوث الأممالمتحدة أنه بحلول عام 2050، ومن المتوقع أن تصل إلى 9.7 مليار من سكان العالم، من خلال رفع الإنتاجية وتحديث الزراعة، كما أن أفريقيا لديها القدرة على إطعام 9 مليارات من الناس لأن لديها 65٪ من الأراضي الصالحة للزراعة المتبقية في العالم، فمستقبل السوق الزراعية الإفريقية مشرق لأن القارة لديها الكثير من الموارد الطبيعية والظروف الزراعية التي لا توجد في القارات الأخرى.