خطوة مهمة نحو استعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بتعيين محمد السادس، ملك المغرب، حسن حامي، سفيرا لبلاده في إيران، بعد انقطاع العلاقات منذ سبع سنوات؛ بسبب ما اعتبرته المملكة «عبارات غير مناسبة» وردت في بيان رسمي إيراني علق على دعم الرباط للبحرين في مواجهة طهران. منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1978، أصبحت العلاقة مع المغرب حذرة وغير مستقرة بشكل كبير، لكنها انقطعت تمامًا في فبراير عام 2009، وتحديدًا عندما وجه الملك محمد السادس رسالة إلى عاهل البحرين يؤكد فيها تضامن المملكة مع دولته، حيث رفضت إيران العبارات الواردة في رسالة السادس، واستدعت ممثل المغرب في عاصمتها للاحتجاج، لترّد المملكة. يرى بعض المراقبين أن خطوة إعادة التمثيل الدبلوماسي بين المغرب وإيران لم تكن مفاجئة، لكنها جاءت بعد نجاح البلدين في التوصل لاتفاق بشأن العلاقات بينهما، وأن ملف الصحراء الغربية قد يكون ضمن التفهمات الإيرانية المغربية لعودة العلاقات مجددًا، حيث تطلب الرباط من إيران تأييدها لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء الغربية، أو على الأقل وقوفها على الحياد، رغم علاقاتها الوطيدة مع الجزائر التي ترفض الأمر. العلاقات المغربية الإيرانية رغم الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، إلا أن الرئيس الإيراني السابق، أحمدي نجاد، عبر مرارًا عن عمق المودة مع المملكة، حيث قال لوزير الدولة المغربي آنذاك، محمد اليازغي، الذي كان ممثلًا للملك في القمة الاقتصادية والاجتماعية الإسلامية التي عقدت في اسطنبول في نوفمبر 2009: "نحن نحبكم نحبكم نحبكم"، فأجابه الوزير حينها: "نحن أيضًا نحبكم"، لكن وجهتم لنا إهانة باستدعاء القائم بالأعمال المغربي في طهران، في حين لم تفعلوا الشيء ذاته مع 40 دولة عبرت عن تضامنها مع البحرين، ومع العتاب الضمني، إلا أن العلاقات ظلت مقطوعة بين البلدين. وبعد خمس سنوات من انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، عينت إيران في ديسمبر الماضي سفيرًا لها في المغرب، لكن كاد تقرير صحفي في العام ذاته ينسف مساعي فتح القنوات الدبلوماسية بين البلدين مجددًا بعد تقديم السفير الإيراني، محمد تقي مؤيد، أوراق اعتماده إلى الملك محمد السادس؛ حيث خرجت وكالة أنباء فارس القريبة من النظام الإيراني بتقرير مسيء للمغرب، تحت عنوان "المغرب أسير السياسات الصهيونية"، في 23 يونيو 2015، وهاجم التقرير المغرب وساسته في معالجة الملفات السياسية. وكادت التوترات أن تعود من جديد، حيث استدعت وزارة الخارجية المغربية القائم بأعمال السفارة الإيرانيةبالرباط، فيما سارعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، إلى التأكيد أن سياسة طهران تقوم على تعزيز التعاون مع الرباط على جميع الأصعدة، ومنها افتتاح السفارة المغربية في العاصمة الإيرانية خلال المرحلة الجديدة من العلاقات الثنائية بين البلدين. دلالات عودة العلاقات وبحسب مراقبين، يأتي التطور الدبلوماسي بين البلدين، في الوقت الذي تتغير فيه التحالفات الإقليمية بين ليلة وضحاها، حيث تحاول العديد من الدول العربية الخروج من عباءة الخليج بعد تورطه في العديد من أزمات الشرق الأوسط، سواء بالدعم المبطن للجماعات المسلحة الناشطة في البلدان العربية المجاورة أمثال سوريا والعراق، أو بالدعم المباشر وشن عدوان على بعض الدول الجارة مثل اليمن، الأمر الذي جعل المنطقة الخليجية مفعمة بالمشاكل والأزمات والتورطات، وأجبر العديد من الدول العربية، مثل مصر على محاولة الخروج من المعسكر الخليجي الأمريكي. وفي المقابل، يرى بعض المراقبين أن العلاقات الإيرانية المغربية لن تتطور أكثر من التبادل الدبلوماسي، ولن تأتي على حساب مصالح دول الخليج، فيما يرى آخرون أن المغرب قد تصبح وسيطًا سياسيًا مقبولًا لدى طرفي الأزمة الخليجية الإيرانية. السفير الجديد السفير المغربي الجديد لدى طهران، حسن حامي، حاصل على دكتوراة في العلوم السياسية، وبدأ عمله في السلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية المغربية سنة 1986، وشغل منصب نائب رئيس البعثة في مالي والنرويج وكوريا الجنوبية، كما كان سفيرًا للمغرب في دولة أذربيجان، وبين عامي 1995 و1999، شغل منصب رئيس قسم الدراسات التقسيم والتنسيق والتطوير قبل أن يصبح رئيسًا لقسم اللغة العربية والمنظمات الإسلامية، وهو المنصب الذي غادره في عام 2008 بعد تعيينه سفيرًا للمغرب في أذربيجان.