قالت صحيفة فورين بوليسي، رغم تحذير نشطاء البيئة من بيع مخزون العاج في جنوب إفريقيا وحظر بيعه و الإتجار به عالميًّا، إلَّا أن هناك صفقات غير مشروعة للتجارة في العاج وقتل الفيلة، سواء من قِبَل عصابات الصيد أو من قبل الدول الأجنبية الطامعة في الذهب الأبيض الإفريقي. وتابعت الصحيفة: رغم أن الصين تعتبر أكبر دولة لديها علاقات واستثمارات حاليًا داخل إفريقيا، حيث يعتبرها الأفارقة خالية من الاستغلال والمخاوف الاستعمارية التي تحيط بعلاقات الدول الاستعمارية القديمة مع دول القارة، إلَّا أن الخطوات الصينية الأخيرة للحصول على العاج من جنوب إفريقيا قد يغير وجهة النظر السابقة ويثر مخاوف الأفارقة وقلقهم. وأضافت فورين بوليسي أنه في الفترة الأخيرة ظهرت على الساحة الدبلوماسية بجنوب إفريقيا سيدة صينية تدعى تشو، قالت: إنهم لا يتورعون عن شراء ناب الفيل أو وحيد القرن، رغم أن كل الصفقات الدولية غير المشروعة إلى حد كبير دمرت الفيلة ووحيد القرن وهددت النوعين بالانقراض في إفريقيا، وقالت تشو: إذا قدم لي العاج أو وحيد القرن بسعر معقول فسأشتريه سريعًا، ومثل بقية المشاركين وافقت شو على إجراء مقابلات بشرط عدم الكشف عن هويتها،؛ نظرًا لحساسية الموضوع، خاصة أن شو اسم مستعار، حيث لا يجب الإفصاح عن الاسم الحقيقي بسبب تداعيات قانونية محتملة. وأشارت إلى أن اهتمام شو بتجارة العاج لا تعتبر غريبة على الصينيين المغتربين في جنوب إفريقيا، خاصة أن جنوب إفريقيا موطن لأكبر الجاليات الصينية في القارة، وظلت لعقود طويلة مركزًا مهمًّا في التبادل الدولي الرسمي وغير الرسمي على حد سواء في تجارة قرن وحيد القرن وعاج الفيل. كما أن المواطنين الصينيين شاركوا في تجارة العاج وصفقات وحيد القرن الدولية، وبالبحث في أزمة الصيد غير المشروع في إفريقيا، المثارة على نطاق واسع من قِبَل المنظمات العالمية التي تجرم هذا النوع من التجارة، يتأكد أن الصين متورطة بشكل كبير، سواء على المستوى الدولي أو الفردي، في تجارة العاج بجنوب إفريقيا بالطرق غير المشروعة . وفي أوائل سبتمبر 2016 أجرت «الصين هاوس»، وهي منظمة يقودها الصينيون مقرها نيروبي وتركز على القضايا بين الصين وإفريقيا، مسحًا للصينيين في جنوب إفريقيا لتحديد مواقفهم من تجارة العاج، واستطلعت المنظمة آراء أكثر من 428 صينيًّا في جنوب أفريقيا من الذين يستخدمون تطبيقات الجوال، حيث كشفوا من خلال آرائهم على استطلاعات الجوال، أنهم يدركون الحقائق القاسية التي تقوم عليها بيع قرن العاج ووحيد القرن، لكنهم لا يتخذون موقفًا ضد هذه التجارة وإذا اتيحت لهم الفرصة فسيقومون بتلك التجارة. وكانت الصين ضمن الدول التي وقَّعت على المعاهدة الدولية لحماية الحياة البرية، واتفاقية التجارة الدولية لحماية الأنواع المهددة بالانقراض وحظر تجارة العاج الدولية عام 1989، وكانت قد وقعت الصين على نفس الشيء بالنسبة لوحيد القرن وناب الفيل عام 1977، لكن رغم تلك المعاهدات التي وقعت عليها الصين إلَّا أنها واصلت التجارة غير المشروعة في كل من تلك المنتجات، وفي جميع أنحاء العالم، مما أدى الى قتل حوالي 50 ألف فيل سنويًّا، وهو ما يفوق معدل مواليد الفيلة. ونتيجة لمجمع وشبكات التجارة السرية التي تربط بين السافانا الإفريقية جنوب الصحراء مع الأسواق الكبيرة شرق آسيا، قد دمرت الأفيال في وسط إفريقيا وجنوبها، مما جعلها مهددة بالانقراض. تلعب الصين دورًا رئيسًا في هذه التجارة، كونها أكبر سوق للعاج في العالم، حيث تحصل على 70% أو أكثر من جميع العاج غير القانوني، وتأتي الولاياتالمتحدة في المرتبة الثانية بعد الصين، وحددت التحقيقات الوسطاء الصينيين في شبكات الإتجار الدولية المتطورة والعصابات الإجرامية، ممن وراء صفقات بيع العاج وقرون وحيد القرن غير القانونية في جميع أنحاء شرق وجنوب إفريقيا. وقد ارتفع الطلب على عاج الفيل من قِبَل الصينيين الأثرياء الذين يتطلعون لعاج الفيل بشكل متزايد، وتعتبر الصين أيضًا السوق الرئيسة لقرن وحيد القرن، حيث يعتقد أن لها خصائص علاجية لمرض السرطان والصداع، وغيرها من الأمراض. جدير بالذكر أن الولاياتالمتحدةالأمريكية حاليًا تستغل تورط الصين في هذا النوع من التجارة المحظورة، للتأثير على صورة الصين في عيون الأفارقة الذين يرون الصين الشريك المثالي الذي لا يحمل أطماعًا تجاه القارة.