رسائل جديدة ترسلها المقاومة الفلسطينية للقوات الصهيونية وقياداتها وقطعان مستوطنيها، مفادها "انتظروا المزيد من المفاجآت خلال موسم الأعياد اليهودية"، ففي الوقت الذي تبدأ فيه قوات الاحتلال رسم الخطط والتكتيكات لعمليات التأمين والإجراءات المشددة لتأمين المستوطنين في احتفالاتهم، تأتي عملية القدس الأخيرة لتشكل صفعة على وجه كل قادة الاحتلال. عملية القدس عملية جديدة تكشف بها المقاومة الفلسطينية عن نشاطها وتحضيرها للعديد من المفاجآة غير السارة للاحتلال الصهيوني ردًا على جرائمه الأخيرة، حيث نفذ الفلسطيني مصباح أبو صبيح، من بلدة سلوان، ويبلغ من العمر 39 عامًا، عملية إطلاق النار في القدسالمحتلة أمس الأحد، أدت إلى مقتل مستوطن وجندي وإصابة 6 آخرين بينهم حالات حرجة، واستشهاد المنفذ "أبو صبيح" بعد اشتباكه مع قوة إسرائيلية. قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن عملية إطلاق نار وقعت في منطقة التلة الفرنسية بالقرب من مقر الشرطة العام، ونفذها شخص واحد من داخل سيارة كان يقودها، ومن ثم توجه إلى منطقة الشيخ جراح، حيث أكمل عملية إطلاق النار، وهناك تمت تصفيته، فيما ذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية، أن منفذ العملية استخدم سلاحًا ناريًا اتوماتيكيًا من إنتاج محلي في الضفة الغربية يسمى "كارلو ستاف". العملية الفلسطينية جاءت بعد أيام من إقرار شركة "تسرفاني شمعون" مخطط استيطاني جديد لإقامة 142 وحدة استيطانية في القدسالمحتلة ومحيطها، حيث يمتد المشروع الاستيطاني على مساحة 4.5 دونم يتضمن 142 وحدة استيطانية في 3 مباني، يتكوّن كل منها من 9 طوابق، ومن المتوقع بدء إسكان المبنى الأول في مايو من العام 2018، أما المبنى الثاني، فيبدأ إسكانه في يناير 2018، والثالث في يونيو 2019، كما أنه يأتي بعد أيام من شن طيران العدو أكثر من 30 غارة على قطاع غزة ردًا على سقوط صاروخًا واحدًا على مستوطنة سديروت، وسيطرة قوة عسكرية بحرية اسرائيلية على سفينة "زيتونة" التي حملت على متنها ناشطات عربيات وأجنبيات في طريقها لكسر الحصار المتواصل على القطاع منذ عشر سنوات، الأمر الذي دفع المقاومة إلى القيام بخطوة موجعه تجاه العدو. الفصائل الفلسطينية تبارك باركت حركة "حماس" عملية القدس الفدائية البطولية، واعتبرتها رد فعل طبيعي على جرائم الاحتلال وانتهاكاته بحق شعب فلسطين ومقدساته، وأكدت الحركة أن شهيدها "أبو صبيح" كان أحد أعلام مدينة القدس، ومن خيرة أبنائها الغيورين على دينهم ووطنهم، وأنه قبل أن يضحي بروحه ضحى بماله وعمره فداءً للأقصى وللقدس، حيث اعتقل بسبب ذلك سنوات عدة لدى الاحتلال، وأشارت الحركة إلى أن قوات الاحتلال كانت تنتظر من الشهيد "أبو صبيح" المعروف بين أهله وأحبائه ب"أسد الأقصى" أن يسلم نفسه لها يوم تنفيذ العملية، لاعتقاله لمدة 4 أشهر إدارية بعد صدور قرار صهيوني بذلك، فيما اختار هو الطريق الأمثل له وللمجاهدين، بتنفيذ عملية بطولية قتل فيها مُستوطنة وجنديًا من وحدة "اليسام" الخاصة، وأصيب 6 صهاينة بعضهم بجراح خطيرة، وشددت حماس على أن انتفاضة القدس ماضية، وأن أحدًا ما لن يتمكن من إيقافها، وأن العملية حققت عنصر المفاجأة للعدو، وأتت في ظل الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذها الاحتلال بسبب الأعياد اليهودية. من جانبها، باركت حركة الجهاد الإسلامي عملية القدس، وأعلنت على لسان القيادي في الجهاد الإسلامي، خالد البطش، أن المقاومة حقّ من حقوق أبناء شعبنا الفلسطيني بكل أشكالها، ولن نتنازل عنه، وأكد البطش أن المقاومة مستمرة طالما أن الاحتلال موجود، مضيفًا: لن يقبل أبناء الشعب الفلسطيني استمرار الإعدامات الميدانية للشباب بالضفة دون ردع، وبالتالي ما حدث أمر متوقع ومفروض. بدورها، أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن عملية القدس البطولية تؤكد أن الصراع مع العدو الصهيوني مفتوح، وقال عضو المكتب السياسي للجبهة، كايد الغول، إن العملية تأتي في سياق الانتفاضة الثالثة المتجددة، وأضاف: أنها رد طبيعي على ممارسات الاحتلال ومستوطنيه، وتفرض مجددًا ضرورة احتضان وتطوير الحالة الشعبية الكفاحية ونظمها من خلال قيادة وطنية موحدة، وبأهداف محددة وواضحة تقود إلى انخراط مزيد من القطاعات الشعبية فيها، وصولًا إلى تحقيق أهداف الانتفاضة في الحرية والاستقلال. حملة تصعيد صهيونية في محاولة لتهدئة حالة الزعر والفزع التي انتابت مستوطني القدسالمحتلة، أمر وزير الأمن الداخلي، جلعاد إردان، الشرطة الصهيونية بالتصدي لأي عمل أو مظهر تأييد لعملية إطلاق النار في القدس ومحاسبة مرتكبيها، وقال من موقع العملية: سنقوم بكل ما يمكن فعله للحفاظ على الأمن عشية الأعياد العبرية المقبلة، لافتاً إلى أن المنفذ يحمل هوية زرقاء، واتهم موقع التواصل "فيس بوك" بالمسؤولية عن التحريض الذي يولد العمليات ضد اسرائيل. الشرطة الصهيونية لم تتوان في تصعيد حملتها ضد الفلسطينيين خاصة عائلة منفذي عملية إطلاق النار، حيث اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الاثنين، ابنة منفذ عملية القدس، إيمان أبو صبيح، واقتادتها إلى معتقل "عوفر"، بعد أن داهمت قوات الاحتلال منزل الشهيد "أبو صبيح" وحطمت محتوياته بعد اقتحامها بلدته الرام شمال القدسالمحتلة، واندلاع مواجهات مع الأهالي، كما أجرى الجيش الإسرائيلي عملية مسح هندسي لمنزل "أبو صبيح" تمهيدًا لهدمه. في الوقت نفسه، أقدمت الشرطة الإسرائيلية على اعتقال عدد من الفلسطينيين وزعوا الحلوى احتفالًا بالعملية، وطلبوا من بعض المحال الإغلاق كإشارة تضامن مع منفذ العملية "مصباح أبو صبيح"، كما شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات في مدينة القدسالمحتلة طالت 31 فلسطينيًا، وأغلقت مداخل القرى والأحياء العربية في القدس عقب عملية إطلاق النار بالشيخ جراح.