استنفد الاحتلال الصهيوني كافة أوراق ضغطه على الشعب الفلسطيني، اعتقالات وإعدامات بدم بارد وهدم منازل وتشريد أهالي وتضييق للخناق، كل ذلك دون نتيجة، فهذه الإجراءات الصهيونية المتشددة مازادت الشعب الفلسطيني إلا صلابة وإصرارا على مكافحة الإرهاب الصهيوني. عندما يفشل الاحتلال بكل قواته المدججة بالسلاح، وأجهزة استخباراته المدعومة بكافه الإمكانات، عن التصدي للهجمات الفلسطينية المقاومة للاحتلال الصهيوني، أو على الأقل الحد من وتيرة هذه الهجمات، ويظل الاحتلال الصهيوني وقادته واقفين عاجزين مقيدين الأيدي أمام شجاعة الشعب الفلسطيني وإصراره على المقاومة، هنا تبدأ إجراءات العزل الصهيونية. وافقت الحكومة الإسرائيلية على خطة لعزل حي "العيسوية" شمالي شرقي القدس عن سائر أحياء القدس، من خلال إحاطته بسور وعائق مكون من مكعبات إسمنتية وأسلاك شائكة، وتنص الخطة أيضًا على إقامة عائق يفصل بين حيي "صور باهر" و"جبل المكبر" في جنوبالقدس و"حي أرمون هناتسيف" المجاور، كذلك أغلق الاحتلال الطرق المؤدية إلى نابلس بعد إطلاق النار على حاجز "حوارة". وفي القدسالمحتلة؛ بدأت الشرطة الإسرائيلية بتشييد جدار لعزل "جبل المكبّر" في القدس عن محيطه، حيث بدأت القوات الأمنية الصهيونية في بناء جدار في شرقي القدسالمحتلة، قالت أنه سيكون مؤقتًا بزعم حماية حي استيطاني من هجمات فلسطينية، وقامت الشرطة بنصب ست كتل اسمنتية يبلغ طول كل منها مترين، أمام قرية جبل المكبر التي تقع على مرتفعات في القدس. انتقد عضو المجلس التشريعي عن مدينة القدس "أحمد عطون" الخطوة الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد مدينة القدس بذريعة الهجمات الفلسطينية ووصفها ب"الخطيرة"، وأوضح "عطون"، أن "هذا الإجراء من أخطر ما تقوم به إسرائيل في مدينة القدس، خاصة من جانب تهويد القدسالشرقية، ومصادرة مساحات من أراضي الفلسطينيين، والأهم هو تحويل الأحياء الفلسطينية لسجون حقيقية". من جانبها؛ ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إقامة الجدار في حي جبل المكبر وفصله عن مستوطنة "آرمون هنتسيف" ليس سوى بداية لخطة اوسع ستشمل بلدة العيسوية بفصلها عن مدينة القدس بجدار يرتفع 9 أمتار، وذكرت الصحيفة أن معلومات وصلتها تفيد "أن المستوى السياسي أقر بالفعل خطة لفصل العيسوية، وتحويلها إلى جيب فعلي خارج مدينة القدس"، ووفقًا لهذه الخطة فإن العيسوية ستُطوّق بجدار أسمنتي على ارتفاع 9 امتار، وعلى طول كيلو متر ونصف، على غرار أجزاء من جدار الضم والتوسع الذي فصل القدس عن الضفة. وعلى صعيد متصل؛ لاتزال "حرب السكاكين" التي تقودها المقاومة الشعبية الفلسطينية تهدد أمن واستقرار الكيان الصهيوني بكل فئاته سواء مستوطنين أو جنود الاحتلال، حيث نفذ شاب فلسطيني يدعى "مهند العقبي" ويبلغ من العمر 21 عامًا وينحدر من بلدة حورة الفلسطينية في النقب، عملية طعن وإطلاق نار في المحطة المركزية للحافلات في مدينة بئر السبع المحتلة، جنوبفلسطينالمحتلة، أدّت إلى مقتل إسرائيليين وإصابة 10 آخرين بينهم اربعة بجروح خطيرة جدًا. إعلام العدو قال إن منفذ العملية طعن جنديًا وسحب رشاشه "أم16″، مطلقاً النار على الموجودين في المحطة، واستطاع المنفذ الهرب من المحطة، لكن شرطة العدو أطلقت النار عليه خارجها، وذكرت مواقع إخبارية إسرائيلية أن قوات الشرطة بالتعاون مع عناصر الجيش وجهاز المخابرات "الشاباك" اعتقلوا عددًا من أفراد عائلته وأصدقائه بشبهة مساعدته. أظهر شريط لكاميرات المراقبة داخل المحطة، حالة هستيرية من الرعب والذعر التي اصابت جنود الاحتلال المسلحين، ترتب عليها هرب بعض الجنود المكلفين بحماية المحطة ومستقليها من المكان، محاولين إنقاذ انفسهم بدلًا من المساعدة في احباط العملية، وذلك في مشهد مثير للسخرية ويكشف ضعف جنود الاحتلال الذين يفترض انهم مدججون بالأسلحة ومدربون بأعلى مستوى التدريب، الأمر الذي قابلة الإسرائيليين بحالة من الغضب، وقال المعلق الإسرائيلي، "روني دانيال"، بعد مشاهدة فيديو العملية "هؤلاء جلبوا العار للجيش الإسرائيلي، لدينا جنود يصلحون لتنظيم السير فقط وليس القتال". في ظل حالة الفوضى التي عاشها الإسرائيليون داخل المحطة وهروب جنود "النخبة الإسرائيلية" المدججين بالسلاح وسط حالة ذعر ورعب سيطرت عليهم، أطلق أحد عناصر الشرطة النار على إسرائيلي من أصول إريترية كان يزحف على الأرض هربًا من إطلاق النار، فظن أحد الإسرائيليين أنه منفذ ثان للعملية فأجهز عليه حتى أرداه قتيلاً، أما منفذ العملية فكان يجري بينهم ويطلق النار، وبعد أن انتهى من عشرات الجنود داخل المحطة انسحب للخارج فاصطدم بعشرات الجنود غيرهم، وفضّل الاشتباك معهم على الهرب حتى انتهت ذخيرته، ووجدوا معه سكينًا وما ذخره من الجنود "مسدس" و"بندقية أم16″، وقالت مصادر اسرائيلية إن الإسرائيليين الغاضبين ظنوا أن اليهودي الارتيري هو منفذ العملية وقاموا بمهاجمته بوحشية، وقال نائب قائد "نجمة داوود الحمراء" انه، "حينما وصلنا كان الجرحى ينزفون ويصرخون على الارض على طول 30 مترًا".