قال موقع إثيوميديا إن الاحتجاجات السياسية التي اجتاحت إثيوبيا شكلت تهديدا كبيرا للحكومة في البلاد، على مدى السنوات الخمس الماضية، ليس فقط من قبل جماعات المعارضة الرسمية، لكن أيضا من قبل المواطنين غير السعداء في فرض قادة قاموا بتهجيرهم من أراضيهم الزراعية، وكذلك المجتمعات الغاضبة في أمهرة، التي تعارض إدراجها في تيغري، وأكثر ما يقلق الحكومة الإثيوبية، المجموعات المختلفة الثائرة في منطقة أوروميا الواسعة. وأضاف الموقع أن الاضطرابات الأخيرة في أوروميا، قتل خلالها 55 شخصا على الأقل عندما تدخلت قوات الأمن خلال عطلة نهاية الأسبوع أثناء الاحتفالات السنوية بمهرجان إيريشا الديني الذي يحتفل به شعب أورومو بشكل موسمي، متابعا: استمرت احتجاجات أورومو بعد فترة طويلة من خطط الحكومة لتوسيع حدود العاصمة أديس أبابا لأخذ المزيد من أراضيهم، ما وحد مطالب المعارضة والمتضررين في قضية مشتركة. وأوضح «إثيوميديا» أنه رغم الحصار القوي الذي تفرضة الحكومة على وسائل الإعلام وحرية التعبير في إثيوبيا، إلا أن الحقيقة لها ألف طريقة تصل بها للعالم، وهذا ما حدث عندما كتف البطل الأولمبي الإثيوبي العداء، فييسا ليليسا، الذي فاز بالميدالية الفضية، يده بعد فوزه في إشارة إلى الحشد الشعبي الذي وقف مكتوف الأيدي، وواضعين يدهم فوق رؤوسهم في احتفالات إيرشا قبل تدخل الشرطة وقتلهم. الغضب الملتهب من الناحية النظرية، احتضنت إثيوبيا الديمقراطية البرلمانية، لكن في نفس الوقت، وضعت عقبات في الطريق للأحزاب المنافسة للحزب الحاكم وأعضاء المعارضة في البرلمان، وقسمت الجبهة الشعبية الثورية الديمقراطية البلاد على أساس عرقي تحت قيادة الحكومة المركزية. كما يسمح الدستور الإثيوبي باستخدام حرية التعبير وتكوين الجمعيات، لكن وضع قوانين صارمة لمكافحة الإرهاب ضد الذين حاولوا استخدام تلك الحريات في انتقاد الحكومة، ومن الواضح الآن أن هذه القوانين الصارمة التي وضعتها الحكومة كان هدفها السيطرة على البلاد. وفي رد فعل مبالغ به من قوات الأمن، تحولت الاحتجاجات إلى كارثة كبرى، أججت الغضب في إثيوبيا وسببت قلقا متزايدا في الخارج، وهكذا تستمر الحكومة في التعامل مع كل الاحتجاجات بالقمع، ما زاد الغضب وولد المزيد من المظاهرات . وأكد الموقع أن حكومة الولاياتالمتحدة من بين الذين أعربوا عن القلق إزاء الوضع المتدهور، وطالبت نظيرتها الإثيوبية، على استحياء، أن تكون أكثر انفتاحا في الحوار، وأن تقبل قدرا أكبر من حرية الصحافة، وأن تطلق السجناء السياسيين، وتسمح لمنظمات المجتمع المدني بالعمل. أورومو أمل متقطع تشير آخر التقارير الواردة من إثيوبيا إلى أن أوروميا تعتبر معارضة منسقة بشكل كبير وأكبر قوة تخشاها الحكومة؛ لأن شعب الأورومو أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا، ولديهم شكوى منذ فترة طويلة من الظلم الواقع عليهم وسيطرة القيادة السياسية على أوضاعهم. وأكثر ما يهم الحكومة الإثيوبية في أوروميا، أنها منطقة كبيرة وبها أكبر كثافة سكانية تستطيع أن تغير قواعد اللعبة خاصة أنها تنتج الكثير من المواد الغذائية الإثيوبية، أبرزها القهوة، وتعتبر أكبر مصدر في إثيوبيا، وتسيطر على طرق النقل داخل وخارج المدينة، ما يشكل قلقا كبيرا للحكومة حول فقدان السيطرة على الاحتجاجات الكبيرة التي تشكل تهديدا خطيرا على الحزب الحاكم الإثيوبي.