تزامن دخول رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى المستشفى قبل يومين مع تقرير نشرته القناة الثانية في التلفاز العبري، عن محاولات بعض الدول العربية الدفع بسفير فلسطين السابق في الأممالمتحدة ناصر القدوة، لخلافة أبو مازن. ورغم نفي مسؤولين فلسطينيين ما تردد حول تدهور صحته، مؤكدين أن جميع الفحوصات أثبتت أنه بصحة جيدة، وأن أبو مازن، 81 عامًا، غادر المستشفى الاستشاري في رام الله الخميس الماضي، بعد أن أُجريت له جميع الفحوصات اللازمة بما فيها القسطرة، وظهرت النتائج وتبين أن جميع الفحوصات سليمة وطبيعية، إلَّا أن صحيفة معاريف العبرية ذكرت أن عباس نقل إلى المستشفى، بعد تدهور حالته الصحية. الحديث عن وريث في عملية أشبه بتقسيم الميراث على الورثة في حياة المورث، تداولت أوساط سياسية أسماء مرشحين لخلافته من بينهم محمود دحلان العضو السابق في فتح، وناصر القدوة، إلَّا أن الأخير كان أقرب لحجز المنصب من دحلان، حسب معلومات إسرائيلية. ووفقًا لتقرير القناة الثانية العبرية، أنه تم التوجه إلى ابن شقيقة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لتولي قيادة السلطة الفلسطينية كخليفة لمحمود عباس المتقدم بالجيل. وأضاف التقرير أن الشيخ محمد بن زايد، حاكم أبو ظبي، ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني يقودون المبادرة لكن جزئيًّا، وتحدثوا مع عباس شخصيًّا، بينما أرسلت السعودية والإمارات مبعوثين لتباحث المسألة مع رئيس السلطة الفلسطينية، وورد أن قادة الدول الأربع أكدوا لعباس أنه ستتم حماية أبنائه عند حدوث الانتقال. القدوة ودحلان رغم الجهود التي تبذلها الرباعية العربية سابقًا للضغط على أبو مازن لترك السلطة لصالح دحلان، إلَّا أن القناة العبرية قللت من أهمية هذه الضغوط، حيث كشفت القناة الثانية أنه رغم دعم الشيخ محمد بن زايد لمحمد دحلان خلال العامين الماضيين، إلَّا أنه على قناعة تامة بأن الأخير لن يكون بمقدوره خلافة عباس، ووفقًا للتوجه الجديد فإنه سيكون لدحلان دور في المرحلة المقبلة، لكن وريث عباس سيكون ناصر القدوة. وتابع التقرير أن محمد دحلان، الذي تم الترويج له في بعض الأحيان كخليفة عباس، ويعتبر أحد الشخصيات البارزة في حركة فتح، لن يقود السلطة الفلسطينية. وأشار المحلل في القناة الثانية للشؤون العربية، إيهود يعاري، إلى أن بعض الدول العربية تعتبر القدوة المرشح الأنسب لخلافة الرئيس الفلسطيني في ظل حرب خلافة متوقعة، علمًا أنه يتمتع بجملة من العلاقات والاتصالات الدولية مع دول عربية وغربية عديدة. وأكدت مصادر فلسطينية أن بعض مندوبي الدول الغربية يفحصون خلال لقاءاتهم مع مسؤولين فلسطينيين وضع وثقل القدوة في الشارع الفلسطيني وفي وسط القاعدة الفتحاوية وقيادة السلطة وأجهزتها الأمنية. ناصر القدوة من مواليد عام 1953، تخرج من القاهرة عام 1979 طبيب أسنان، وعضو في حركة فتح، تولى منصب وزير الخارجية الفلسطيني في الماضي، اختاره الأمين العام للجامعة العربية سابقًا نبيل العربي منذ أربع سنوات لكي يكون نائبًا ومساعدًا للأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، وقبل أيام من اختيار العربي له سبق للقدوة، 63عامًا، أن وقع عليه الاختيار كي يكون مبعوثًا مشتركًا للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، حاليًا يشغل منصب مدير صندوق ياسر عرفات، الذي أقيم بعد وفاة عرفات عام 2004. شروط القدوة للرئاسة اشترط القدوة على المفاوضين العرب الذين اقترحوا عليه برنامجًا مرحليًّا مؤقتًا، ألَّا يتحدث هو شخصيًّا في أي موضوع بصورة علنية، وأبلغ القدوة أطراف عربية متعددة بأنه لا يرغب في خلافة الرئيس عباس لكنه لا يمانع إن طرحت في ظل إجماع فتحاوي وفلسطيني ودعم عربي. وتابع السفير السابق أنه شخصيًّا مرتاح في الإقامة بأوروبا، ولا يطرح نفسه بديلًا، لكن في حال البحث في هذا الموضوع فلن يكون الحديث في الموضوع من جهته، ولن يشارك في أي نشاط علني أو سياسي بالسياق، ولن يدلي بأي بيان سياسي إلى أن «تنضج» الطبخة إذا كانت جدية بعيدًا عنه وبدونه أولًا قبل الخوض ف أي تفاصيل. ويرى متابعون للشأن الفلسطيني أن مسألة الخلافة مازالت بعيدة عن الحسم، لا سيما أنه يوجد عدد ممن يعتبرون أنفسهم مرشحين لخلافة الرئيس، من بينهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الدكتور صائب عريقات، والقيادي الفتحاوي الأسير مروان البرغوثي، والقيادي المفصول عن حركة فتح محمد دحلان، بالإضافة إلى أنه في خضم حرب الخلافة، يتوقع أن ترغب المؤسسة الأمنية الفلسطينية في حضور قد يمثله أحد قياداتها، أبرزهم مدير المخابرات العامة ماجد فرج، رغم أن علاقاته مع قادة الأجهزة وقادة فتح متفاوتة.