بهتافات «ما معناش ما معناش يا رسمية يا بلاش» ولافتات «مش هنمشي غير بقرار» تظاهر العشرات من أولياء الأمور في وقفة احتجاجية أمام ديوان وزارة التربية والتعليم أمس، بعد رفض قبول أبنائهم بمدارس رياض الأطفال التجريبية؛ نتيجة رفع سن القبول وغلق باب التحويلات إلى مدارس أخرى، وهو ما سيؤدي إلى عدم قبول أبنائهم بالمدارس العام المقبل؛ لتجاوزهم السن القانونية. ومع بداية العام الدراسي كانت هناك وقفة احجاجية أخرى، إلَّا أن الوزارة لم تضع حلولًا لأزمة المدارس التجريبية، رغم تكرار الوزارة استعدادها الكامل لبدء العام الدراسي دون أن تكون به مشكلات عامًا تلو الآخر. ويلجأ الكثير من أولياء إلى المدارس التجريبية؛ مما رفع نسبة الالتحاق بها، الأمر الذي يسبب أزمة كل عام للقبول بمدارس رياض الأطفال، ترتب عليها رفع سن القبول من 5 سنوات إلى 5 سنوات و11 شهرًا، مما أدى إلى مطالبة أولياء الأمور بخفض سن القبول، واعتبر أولياء الأمور أن السن التي تم تحديدها تؤدي إلى عدم قبول أبنائهم بالمدارس التجريبية هذا العام والعام المقبل، موضحين أن المدارس التجريبية لا تقبل من تزيد أعمارهم على 6 سنوات، مما سيؤدي إلى ضياع سنة كاملة على أولادهم وحرمانهم من تعليم متميز، حسب قولهم. فضلًا عن عدم قدرتهم المادية لإلحاق الأبناء بالمدارس الخاصة. يقول الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي: إن تجاهل الدولة إنشاء وفتح مدارس جديدة تستوعب الأطفال في تلك المرحلة التعليمية يجدد الأزمة سنويًّا، موضحًا أنه من غير المعقول أن يتم تجاهل الأطفال حتى عمر الست سنوات دون ربطه بالتعليم، وهو ما يحدث في جميع الدول، بل عند 3 أعوام يتم وضعه على طريق التعليم، مضيفًا أن هناك ما يزيد على مليون طفل يحتاجون للتعليم ولا تتوافر الأماكن لهم. وقال طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم الأسبق: أزمة المدارس التجريبية بدت ملامحها أثناء تولي الوزير محب الرافعي العام الماضي، ولم يتناول أزماتها أو وضع خطط لها، وظهرت في أول أسبوع للدراسة العام الماضي بالجيزة، عندما تولى الوزير الحالي الهلالي الشربيني الوزارة، وعندها تبرأ من الأزمة، وقال: يُسأل عنها الوزير السابق، وإنه لاعلاقة له بها، إلَّا أنه بعد عام من تولي الوزير ومع بداية الدراسة ظهرت الأزمة من جديد. ولفت إلى أن أزمة التجريبيات ليست في الأماكن فقط، فهناك 7 مدارس بالمحافظات أجلت الدراسة لعدم اكتمال صيانتها وعدم وصول الكتب الدراسية إليها حتى الآن، كما ظهرت أزمة أخرى وهي قبول أطفال في محافظات أخرى غير التي يقيمون بها، ما يسبب أزمات لأولياء الأمور، لافتًا إلى أن ما يحدث في التجريبيات جريمة في حق هذا الجيل. وشبّه التجريبيات بأنها مثل التعليم المحترم الذي تقبل عليه الطبقة المتوسطة، إلَّا أنه يتم تجاهله، إذ كان يجب أن تكون هناك خطط لفتح فصول جديدة سنويًّا لاستيعاب القبول عليه ووضع خطط تمويل بناء المدارس وخطط الزيادات في الإقبال عليه من الطبقة التوسطة، واصفًا ما يحدث في التعليم بأنه «جري في المكان».