اختتمت فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الخرطوم للفيلم العربي، الذي شهد مشاركة 34 فيلما روائيا ووثائقيا و"تحريك" من 10 دول عربية هي مصر والسودان والعراقوسوريا والسعودية وليبيا ولبنان والجزائر والإمارات وفلسطين. اختيرت العراق كدولة شرف في الدورة الثانية للمهرجان، وذلك تقديرًا من القائمين على المهرجان للمجهود الذي يبذله صانعو السينما العراقية لنهضتهم بها في ظل الظروف التي تواجه البلاد. تصدرت مصر قائمة الأفلام المشاركة في المهرجان، حيث نافس 11 فيلما مصريا في المسابقة الرسمية للمهرجان، أما السودان فشاركت بثلاثة أفلام روائية قصيرة، وعرض خلال حفل الافتتاح فيلم "حول الخرطوم"، إلى جانب مشاركة سوريا بخمسة أفلام والعراق بتسعة أفلام. تمكنت مصر من حصد نصيب الأسد من الجوائز، حيث فاز ثلاثة أفلام منها بجوائز، ففيلم "ملح الأرض" اقتنص جائزة أفصل إخراج وتصوير، أما فيلم "وقت مش ضائع" للمخرجة سارة فاروق فحصد جائزة أفضل فيلم. كما قررت لجنة تحكيم المهرجان التي رأسها وكيل المعهد العالي للسينما بمصر الدكتورة غادة جبارة، وعضوية المخرجين المصري أمير رمسيس، والسوري المهند كلثوم، منح فيلم "جوا السكوت" للمخرج إسلام بلال، والفيلم السوري "رسائل الكرز" للمخرجة الفنانة سولاف فواخرجي، جائزة مهرجان الخرطوم الخاصة. وسيشهد الفيلم خلال دورته القادمة مشاركة أفلام طويلة، إضافة إلى زيادة عدد الدول العربية المشاركة في فعالياته. من جانبه قال إسلام بلال، مخرج "جوا السكوت" ل"البديل" إن الفيلم ركز في الأساس على قضية 5 ملايين أصم من إجمالي 15 مليونا من ذوي الاحتياجات الخاصة موجودين في مصر، موضحًا أن أحداث الفيلم تدور حول شاب أصم يرغب في أن يصبح مخرجا. وأضاف بلال أنه لم يختر فئة الصم لهدف بعينه، وإنما ركز في المجمل على الجانب الإنساني ونظرة المجتمع إلى هذه الفئة التي تحتاج إلى الاهتمام من المجتمع والمسؤولين بالدولة على حد سواء. وأكمل: "أنا مؤمن بأن السينما رسالة وأنها تتحمل مسؤولية اجتماعية، وعلى الرغم من ذلك تركز معظم الأفلام على قضايا سبق أن استهلكت سينمائيا من قديم الأزل"، ضاربًا المثل بقضية أطفال الشوارع التي نوقشت في السينما منذ فيلم "دهب" الذي قام ببطولته أنور وجدي وفيروز وما زالت تقدم حتى الآن. وذكر مخرج "جوا السكوت" أنه وقع مع الشركة العربية للإنتاج والتوزيع عقدا لتسويق الفيلم، وأنه سيكون متاحًا في السينما بنهاية العام الجاري، كاشفا عن تجهيزه لتجربة جديدة خلال الفترة المقبلة موضحا أنها في مرحلة الكتابة حاليا.