توغل تركيا في سوريا يعمق التوتر بين مجموعتين رئيسيتين مدعومتين من الولاياتالمتحدة، ويحتمل نشوب صراع جديد يمكن أن يقوض جهود القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في سوريا. النقطة المحورية الحالية في هذه العداوات هي المدينة السورية الاستراتيجية منبج، والتي تقع على الجانب الغربي من نهر الفرات، حيث سيطر عليها الأكراد في الشهر الماضي بعد طرد داعش، ويوم الخميس الماضي، وتحت ضغط من الولاياتالمتحدة، أعلنت القوات الكردية انسحابها من البلدة، والتي يعد معظم سكانها من العرب. قصف الجيش التركي أهدافا على أنحاء المدينة، التي تقع على بعد 40 كيلومترا إلى جنوب مدينة جربلس، فعلى ما يبدو أن الأتراك لم يصدقوا أن الأكراد وفوا بوعودهم وغادروا المدينة، حيث قال مسؤول تركي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته:"كان قلقنا هو حقيقة وجود الأكراد بين النازحين غير الأكراد". العداوة تهدد كل من الأتراك والأكراد المدعومين من الولاياتالمتحدة، حيث يعمل كلاهما ضد بعضهم البعض، والآن يمكن أن يتوسع الصراع ليشمل مجالات جديدة. بالفعل، تجددت الاشتباكات في الأيام الأخيرة، ودخل ضمن الاشتباكات "فيلق الشام" ليحارب ضد القوات الكردية، ووضعت الجماعة خريطة لسوريا غربا من ناحية نهر الفرات، لتوضيح المناطق التي تسيطر عليها كل مجموعة. ومن جانبه، قال شيرفان درويش، الذي شغل منصب الناطق الرسمي باسم القوات الكردية التي حاربت داعش في المدينة الكردية الشهيرة كوباني: "سوف ندافع عن أنفسنا"، ويضيف: "داعش هنا لخدمة الأجندة التركية". في الماضي، أرادت تركيا إقامة منطقة عازلة تسمح للمتمردين السوريين محاربة الدولة السورية، مدعية أن مثل هذه المنطقة قد تسمح بعودة نحو مليوني لاجئ سوري إلى ديارهم من تركيا، ولكن الهدف الرئيسي هو الهجوم الحالي على سوريا، والذي لا يزال مصيره مجهولا. ما هو واضح، أن أنقرة تهدف إلى منع التطلعات الكردية، وطرد الأكراد من على الحدود التركية في شمال سوريا، وإنهاء فكرة الحكم الذاتي لأكراد سوريا وإنشاء كردستان سوريا، التي يمكن أن تتحد مع حزب العمال الكردستاني في تركيا وتشجعه على إقامة دولة داخل الأراضي التركية. سيدني مورننج هيرلاد