"لا يمكن أبدا ألا أتجاوب مع إرادة المصريين.. أنا رهن إرادة الشعب المصري ولو كانت إرادة المصريين هى أن أخوض انتخابات الرئاسة مرة أخرى سأفعل ذلك".. بهذه الكلمات أجاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، على سؤال وجه إليه أثناء حديثه مع رؤساء تحرير الصحف القومية حول إمكانية خوضه انتخابات الرئاسة لفترة ثانية. الحديث عن الانتخابات الرئاسية، وتحديدا عما إذا كان المصريون سينتخبون السيسي، أظهر استطلاع أجراه مركز بصيرة في 15 أغسطس الحالي أن 66% من المصريين سينتخبون السيسي، و13% لن ينتخبوه، و21% ذكروا أن قرار انتخابه يتوقف على المرشحين أمامه، وكانت نسبة من سينتخبون السيسي إذا ما أجريت الانتخابات الرئاسية غدا 81% أي في نهاية السنة الثانية له في الرئاسة. وبحسب ما ذكر المركز، فإن الشباب هم الأقل ميلا لانتخاب السيسي مرة أخرى إذا ما أجريت الانتخابات الرئاسية غدا، وتبلغ نسبة من سينتخبونه بين الشباب الأقل من 30 سنة 51% مقابل 81% بين من بلغوا من العمر 50 سنة فأكثر، كما تبلغ نسبة من ينوون انتخابه مرة أخرى 53% بين الحاصلين على تعليم جامعي مقابل 71% بين الحاصلين على تعليم أقل من متوسط. الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، قال إن الرئيس السيسي نجح في الانتخابات الرئاسية 2014 بنسبة 97%، وإذا كان استطلاع الرأي ذكر أن نسبة 81% سينتخبونه فهذا يعني أنه فقد 17% مما حصل عليه في 2014، وإذا تراجعت النسبة من 81% إلى 66% فمعناه أنه فقَد حوالي ثلث من انتخبوه موضحا أنه إذا كانت لذلك دلالة فهي تشير إلى تآكل نسبة مؤيديه وبسرعة. وأضاف نافعة: معرفة رأي الشعب بدقة تستلزم إجراء انتخابات، وأنا ضد إجراء انتخابات مبكرة، لكن إذا كان الرئيس يحب البلد فعليه أن يجهز لانتخابات رئاسية حقيقية في 2018 غير التي رأيناها في 2014. وقال الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الواقع الاقتصادي هو الذي يحرك إرادة المواطن نحو صندوق الانتخابات، كما أن الفشل اقتصاديا ينعكس بالسلب على تصويت الناخبين، ولفت إلى أن الوضع الحالي كفيل بأن لايكرر الناخب نفس التجربة التي خاضها في انتخابات 2014. وأوضح أن الوضع الحالي يدعو للإحباط في ظل الأداء السيئ للحكومة خلال العامين الماضيين، وأكد أن افتقاد المواطنين إلى الخدمات الصحية والتعليمية الجيدة، إلى جانب الفساد واستمرار الأزمات دون حل، وارتفاع الأسعار وفرض الضرائب أمور كفيلة بعدم تكرار اختيار نفس المرشح في انتخابات 2018.