في غياب تام لمسؤولي حي شرق وديوان محافظة سوهاج، ورغم مرور المحافظ ومدير الأمن وغالبية القيادات التنفيذية عليها أكثر من مرة يوميًّا، تحولت حديقة المسلة الفرعونية إلى أرض جرداء قاحلة. تقع الحديقة في المدخل الشرقي لكوبري أخميم العلوي على النيل، وتواجه ديوان عام المحافظة من الناحية الغربية، وتسبب قطع الأشجار ونباتات الزينة الموجودة بها منذ يونيو الماضي في جعلها صحراء، خاصة وأن تربتها رملية، وأن مستواها أقل من مستوى المناطق المجاورة. واستنكر عدد كبير من أهالي مدينة سوهاج ما آل إليه شكل الحديقة، خاصة مع انطلاق المرحلة الثانية من حملة النظافة "حلوة يا بلدي" بالتنسيق مع المنطقة الجنوبية العسكرية في عدد من قرى ومراكز المحافظة المختلفة؛ لقيام الحملة فقط بتلوين الشوارع الرئيسية ورفع المخلفات الورقية من الطرقات والشوارع دون النظر إلى تجميل الحدائق التي تحولت لخرابات. وطالب الأهالي بسرعة زراعة الحديقة بأشجار ونباتات الزينة المختلفة والمميزة؛ حتى تعود إلى سابق عهدها، وفتحها أمام مواطني المحافظة؛ لتكون متنفسًا لهم، خاصة مع قلة عدد الحدائق والمتنزهات العامة بسوهاج. وقال زياد محمد، طالب جامعي من مدينة سوهاج، إن حديقة المسلة الفرعونية تقع في طريق طلاب الجامعة وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة وكافة مواطني سوهاج المتجهين لشرق النيل، ورغم ذلك لا تلقى اهتمامًا من أي مسؤول تنفيذي أو حتى متبرع من رجال الأعمال يقوم بتطويرها بدلًا من المنظر البشع الذي تحولت إليه. وأكد محمد كمال، مدرس من مدينة سوهاج، أن الحديقة لو تُركت على شكلها القديم، لكان أفضل من قطع أشجارها وتحويلها إلي منطقة صحراوية تنفر منها العين التي أَلفت اللون الأخضر داخل المدينة. من جانبه قال الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج، إنه تم تشكيل لجنة تضم عددًا من أساتذة قسم الآثار بكلية الآداب جامعة سوهاج وحي شرق مدينة سوهاج ومكتب المتابعة بديوان عام المحافظة؛ وذلك لوضع تصور نهائي لتطوير وتجميل الحديقة. وأضاف المحافظ ل "البديل" أن تطوير الحديقة سوف يجمع بين الشكل الحضاري والطابع الفرعوني الذى تم وضعه من قبل لتطوير وتجميل المنطقة، حيث تم تجميل أسوار ديوان عام المحافظة والمواجهة للحديقة بالرسومات الفرعونية المميزة، بالإضافة الى تطوير الحديقة المتحفية بجوار متحف سوهاج، والتي تميزت بالطابع الفرعوني أيضًا، لافتًا إلى أن هناك خطة موضوعة لتطوير الحدائق العامة بسوهاج، وذلك بالتعاون مع المجتمع المدني، على أن يتم فتح تلك الحدائق للمواطنين بالمجان.