مكافحة التصحر وتثبيت الكثبان الرملية.. أهم مشروعات «بحوث الصحراء» «مريوط 2».. يصل بالفول إلى أعلى إنتاجية يتطلع مستصلحو الصحاري إلى اهتمام أكثر من الدولة، وبالتحديد وزارة الزراعة، وبين أمل مصر في التوسع لزراعة الصحراء، ومناشدة الرئيس السيسي المزارعين بالابتعاد عن الوادي الضيق والاتجاه للصحراء، ودور مركز بحوث الصحراء والمراكز البحثية الأخرى التابعة لوزارة الزراعة في استنباط أصناف جديدة تقاوم طبيعة الأرض الصحراوية، التقت «البديل» بالدكتور سيد عبد السلام، أستاذ تربية النبات بمعهد بحوث الصحراء؛ لمناقشة هذه القضايا: ما آخر صنف توصل إليه مركز بحوث الصحراء؟ الفول البلدي الذي يطلق عليه "مريوط 2″، يتفوق على الأصناف التقليدية بنحو 60 % زيادة في المحصول، ويحقق إنتاجية تبلغ 13 أردباً للفدان، في الوقت الذي يصل فيه أعلى إنتاج للفول البلدي المعروف 7 أردب للفدان، وفي حالة تعميم زراعة "مريوط 2" علي مستوى الجمهورية سوف يقل حجم استيراد مصر من الفول بنسبة كبيرة، خاصة أن حوالي 65 % من الاستهلاك مستوردة. كيف ترى مستقبل زراعة الصحراء في مصر؟ زراعة الصحاري بمختلف النباتات والمحاصيل والفواكه، سبيل مصر الوحيد للخروج من الوادي الضيق، الذي تم اغتياله بالتعديات المختلفة سواء التبوير أو البناء أو مستودعات مواد البناء، خاصة أننا نمتلك مساحات شاسعة من الأراضي الصحراوية، التي تناشد الفلاح بالتوجه لها وزراعتها واستغلالها. هل كان لمركز بحوث الصحراء دور في استصلاح المليون فدان؟ مركز بحوث الصحراء يعد الأساس في زراعة هذه المساحة الشاسعة من الأرض؛ لأن لديه معلومات ودراسات مستفيضة عن جميع صحاري مصر من عام 1940 م، ويوجد بالمركز دراسات وأبحاث يمكن الاستفادة منها وتخدم استصلاح الأراضي الصحراوية. هل يؤثر تغيير الوزراء والحكومات باستمرار على عمل وخطة مركز بحوث الصحراء؟ لا أحد ينكر أن كل وزير له أفكاره المختلفة والمتغيرة عن سابقه، سواء كانت جيدة أو سيئة، وكلها تؤثر بالسلب علي استراتيجية مركز بحوث الصحراء، فكل وزير زراعة يأتي محملاً بالأفكار التي يراها جيدة وواجبة التنفيذ، ولا ينظر إلي أفكار أو أرشيف من سبقه، ليكتسب منهم بعض الخبرات ويعرف أين وقف قطار التخطيط في الوزارة، وكذلك الحكومات تغييرها ليس في صالح مركز بحوث الصحراء، رغم أن خطط المركز طويلة الأجل وتعتمد على أفكار وأبحاث قد تستغرق سنين في تنفيذها وإثباتها في سجلات الأصناف. هل لديك أفكار تساهم في تطور الزراعة والمزارعين وقابلة للتطبيق؟ كل باحث لديه بعض الأفكار التي إذا تم تطبيقها وتعميمها سوف تحدث نقلة حضارية ملحوظة في المجال، لكن في الغالب الاعتمادات المالية تكون الحائل أمام هذه الأفكار، ناهيك عن الروتين العقيم الذي يعرقل أي فكر متطور وأي تجارب نافعة، لكن كل مسؤول وباحث مصري يتحرك في إطار الإمكانيات المتاحة له، ومن الأفكار التي توقفت لهذه الأسباب، استخدام المحاصيل الجديدة المقاومة للملوحة والجفاف وأيضاً المحاصيل البديلة مثل "الكينوا" الذي يصل سعر الكيلو منه في بعض المولات الفاخرة ل250 جنيها. هل يوجد لمركز بحوث الصحراء موارد أخرى بعيدة عن ميزانية الدولة أم لا؟ نعم يوجد للمركز أكثر من مورد بعيدا عن الميزانية المخصصة من الدولة، منها وحدة الحفر، ومشروعات الأصناف الجديدة، وتنمية الثروة الحيوانية، وإنتاج الشتلات. ما أهم المشروعات التي يرعاها مركز بحوث الصحراء؟ مشروع مكافحة التصحر وتثبيت الكثبان الرملية، والنهوض بإنتاجية المحاصيل الاقتصادية تحت ظروف الجفاف والملوحة، والثروة الحيوانية، والمحافظة علي الموارد الوراثية النباتية وخاصة المهددة بالانقرض، والدراسات البيئية والسكانية، ومشروعات تحلية مياه البحر المالحة، وعمل قواعد البيانات للمشروعات الاستثمارية بالأراضي الصحراوية من حيث دراسة الموارد المائية والأرضية المتاحة والصالحة للزراعة بالمناطق الصحراوية. ما أهم الأصناف الحديثة المستنبطة من المحاصيل الرئيسية؟ "سرجم" وهو ذرة رفيعة، وخاص بإنتاج العلف الأخضر الصيفي وجاري تقييمه المرضي، وتم الانتهاء من تسجيل صنف الفول البلدي "مريوط 2" المقاوم للجفاف وأمراض التبرقع والإصداء والذبول والذي تمت زراعته في جنوب وشمال سيناء وجلبانه والقليوبية وكفر الشيخ والنوبارية وامتداد ترعة الحمام وبراني بمطروح.