بعد أن حققت قرية برما التابعه لمركز طنطا بمحافظة الغربية شهرة كبيرة كأكبر قلعة لتربية الدواجن والبط وتفريخ البيض في مصر على مدار عقود، تعود اليوم لتحقق القرية شهرة أكبر ولكن في مجال تربية الحمام. عدد كبير من أهالي القرية الكبيرة تحولوا إلى تربية وتجارة الحمام بعد المشاكل العديدة التي واجهوها من جراء تربية الدواجن، وأصبح أهالي القرية التي كانت تنتج ثلثي الثروة الداجنة في مصر مهددين بالإفلاس نتيجة تراكم الديون وانهيار الصناعة على يد مافيا احتكار الأعلاف والدواجن مما دفع المئات منهم إلى تربية الحمام كمصدر آخر للرزق يعوضهم الخسارة التى تكبدوها. يقول سعيد سمير، أحد شباب القرية، إن قرية برما من أكبر قرى محافظة الغربية من حيث المساحة وعدد السكان، ويتجاوز عدد سكانها 100 ألف نسمة تقريبا، وتعتبر مهنة تربية الدواجن هى المهنة الأم التى يعمل بها معظم الشباب، إلا أنها تواجه مشاكل عدة أهمها فساد أمصال التحصينات الدوائية المستوردة مجهولة المصدر، والتى تسببت فى نفوق كثير من الدواجن نتجت عنه خسائر مالية فادحة مما دفعنا لتربية وتجارة الحمام. وأضاف أن تربية الحمام صناعة أخرى تشتهر بها القرية ولكنها تحتاج إلى خبرة كبيرة فى أنواع الحمام وطرق تربية كل نوع، والأمراض الكثيرة التى يمكن أن يصاب بها، وبعضها ينتقل للإنسان، فهي تحتاج إلى نظافة ورعاية مستمرة، وأحيانا تكون تجارته مربحة تعود على صاحبها بمكاسب كبيرة، وأحيانا أخرى يخسر المربي كل الحمام فى يوم واحد. وقال محمد عبد النبي: ورثت مهنة الحمام عن والدى الذى كان ينفق معظم أمواله على تربيته لدرجة أنه كان يحزن بشدة عندما تموت إحدى الحمامات، ولذلك فأنا وإخوتى لدينا خبرة كبيرة فى تربيته وتجارته، وأصبحنا نهتم بها بجانب الدواجن التى نعاني من مشاكلها العديدة. وأضاف عبد النبي: بناء غية الحمام لا يستغرق وقتا كبيرا، ويتم ذلك خلال 4 أو 5 أيام فقط وهى عبارة عن عدة غرف تختلف أحجامها حسب أعداد الحمام، وحتى يتعود الحمام على بيته الجديد بهذه الغية يحتاج لمدة لا تقل عن 25 يوما حتى يبدأ فى الطيران داخلها، ولابد أن تكون فى مكان مكشوف به تهوية جيدة وبعيدا عن الأتربة والتلوث، وأهم جانب فى تربية الحمام هو صياغة لغة خاصة ومفهومة بين المربى والحمام الذى يربيه والتى قد تكون إشارات باليد او بالراية أو غير ذلك، وفى معظم الأحيان تكون باستخدام صفير معين يصدره المربى ويفهمه الحمام وذلك حتى يتجمع مرة أخرى فى الغية بعد الطيران طول النهار. وقال صابر علي: تربية الحمام هى مهنتي الوحيدة من أجل لقمة العيش، فالحمام من أكثر أنواع الطيور ربحا، خاصة لو أتقن الطرق المختلفة لتربيتها، ومن السهل جدا إيجاد سوق لها، فالحمام غذاء منتشر عند معظم الناس وأثمانه فى ارتفاع مستمر وتكلفته غير كبيرة. من جانبه قال محمود الصفطي، أشهر تجار الحمام بالقرية: شراء وبيع الحمام يحتاج إلى خبرة كبيرة ووجود دائم بالأسواق للتعرف على الأنواع المختلفة ومتابعة الأسعار المتقلبة خاصة أن أنواعه تزيد على 360 نوعا أشهرها الشومان والغزار والمراسلات والجمعيان، بل بداخل هذه الأنواع توجد أنواعع أخرى ولكل نوع مميزاته وطرق مختلفة فى تربيته والأمراض التى تصيبه. وأضاف: هناك أسواق كثيرة فى مصر مخصصة فقط لبيع الحمام الذي تنشط تجارته أكثر في الصيف، ومن التجار من يبيع الحمام ومنهم من يتخصص فقط فى بيع مستلزمات تربيته من طعام وأخشاب خاصة ببناء الغية إلى جانب أن دخول عامل التجارة على المهنة أكسبها انتشارا كبيرا بالقرية التى تخصصت فى تربية الدواجن والبط منذ أعوام، ومن أكثر المشكلات التى تقابل من يريدون تربية الحمام الأمراض المختلفة التى تصيبه والتى تنتشر بسرعة لدرجة أنها قد تقضى على كل الحمام الموجود بالغية خلال ساعة واحدة، وبعض هذه الأمراض ينتقل إلى الإنسان.