أخذت ثقافة الاعتماد على الطاقة الشمسية تزحف إلى ربوع محافظة المنيا، ولجأت قرية كاملة إلى استخدام الطاقة صديقة البيئة داخل منازلها بدلًا من الكهرباء، كما لجأ مزارعوها لاستخدام ماكينات الري الشمسية في عملية الإنتاج الزراعي. كانت منظمات للمجتمع المدني وشركات استثمارية قد أطلقت برامج تثقيفية للتوعية بأفضلية استخدام الطاقة المتجددة بديلا عن مشتقات الوقود والطاقة الكيماوية والكهربية، ونجحت تلك المؤسسات في مهمتها معتمدة على مميزات الطاقة الشمسية في كونها الأقل تكلفة والأيسر استخدامًا، كما أنها تدر عائدا كبيرا لمستخدميها بعد فترة زمنية، ولا تعرف انقطاعًا للتيار. قال رئيس إحدى الجمعيات المشاركة ببرنامج تثقيفي ممول من صندوق الأممالمتحدة لنشر ثقافة الطاقة المتجددة بالمنيا، مجدي يوسف، ل«البديل» إن نسبة سطوع الشمس بالمحافظة تصل 400م وهي أكثر نسبة سطوع في العالم، وعليه تم اختيار المنيا كأفضل موقع لنشر الثقافة الجديدة. وقال المهندس أحمد الغول، إن المنيا أصبحت أولى محافظات الصعيد استهلاكًا للطاقة الشمسية في المنازل والحقول، وتم تنفيذ 18 مشروعًا من خلال شركة واحدة ضمن أكثر من 6 شركات تعمل بالمجال داخل المحافظة. وأوضح ل«البديل» أن تكلفة إنشاء محطة طاقة شمسية فوق أسطح المنازل تكلف 65 ألف جنيه تكون قدرتها الإنتاجية 5 كيلو وات، ويمكن زيادة عدد الكيلوات حسب الطلب، وقد تدر عائدا ماديا كبيرا بعد 4 سنوات من إنشائها عن طريق بيع فائض الطاقة للحكومة، كما أن معامل المشاركة الشمسية للمحطة يوفر 80% للمنزل من الطاقة الكهربية. وأضاف أن هناك السخان الشمسي الذي يعد نموذجا مصغرا للمحطة الشمسية ويوفر الطاقة الكهربية المسخدمة في تسخين المياه، ويستخدم كبديل لسخان الغاز الطبيعي، وبالتالي يخفض بقدر كبير من قيمة فاتورة استهلاك الكهرباء، ويتمتع بتكلفته المنخفضة جدًا مقارنًة بالمحطات الشمسية، إذ لا يتجاوز 4650 جنيهًا. في قرية بني مهدي، بمركز المنيا، استهدف المشروع تركيب 150 سخانًا تعمل بالطاقة الشمسية إضافة للمحطات الشمسية، وانتقلت ثقافة الاعتماد على السخانات والمحطات داخل معظم منازل القرية التي يقطنها قرابة 6 آلاف نسمة، وقالت مديرة جمعية مصر الحرة إيمان عبد الله، إن الجمعية نجحت في تعميم استخدام الطاقة الشمسية بالقرية، وإن المشروع بدأ بتمويل مرفق البيئة العالمية لبرنامج المنح الصغيرة. علي عسران، أحد أهالي القرية، قال إن ما سهل انتشار السخانات والمحطات تقسيط قيمتها المالية، وسكن أكثر من أسرة داخل العقار الواحد في ظل مشكلات انقطاع الكهرباء والمياه، وبالتالي تعم الفائدة وتقل التكلفة التي تتحملها أكثر من أسرة. في مطلع ديسمبر 2015، اعتمدت محافظة المنيا أول ماكينة ري تعمل بالطاقة الشمسية؛ لخدمة صغار الفلاحين على الترعة العمودية بين قريتي أبوفليو والشرفا، تتميز ببساطة استخدامها وسهولة نقلها وقلة تكلفتها. وفي 22 أغسطس 2014، سجلت البهنسا نفسها كأول قرية تعتمد على الطاقة الشمسية في رفع المياه المستخدمة في الزراعة، وبلغت طاقة المياه الناتجة عن محطة توليد الطاقة الشمسية 342 لترا مكعبا من الماء في اليوم، وتستخدم في ري مساحة 30 فدانًا من أشجار الرمان والزيتون بالقرية. وخلال العام الماضي، أعلن المهندس كمال بهجات، مساعد نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، ورئيس الوحدة المركزية للمدن المستدامة والطاقة المتجددة، الانتهاء من تركيب محطة طاقة شمسية بمبنى جهاز مدينة المنيا الجديدة، بقدرة حوالى 85 ميجا وات/ساعة. وقالت الدكتورة هند فروح، المدير التنفيذي لوحدة الطاقة المستدامة بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، إن الطاقة الكهربية المولدة من الخلايا الشمسية تستخدم في تغذية أحمال مبنى رئاسة الجهاز صباحًا، مع تخزين 7 كيلو وات من القدرة المولدة في 24 بطارية أنبوبية، وتقدر الشحنة المخزنة بكل بطارية ب1360 أمبير/ساعة، وذلك لتلبية احتياجات قطاع خدمة المواطنين أثناء انقطاع الكهرباء صباحًا، وتشغيل الأحمال الحرجة ليلًا. وأضافت أنه سيتم تركيب عداد تبادلي لحساب مقدار الطاقة المصدرة إلى الشبكة القومية، والتي تقدر بحوالي 22 ميجا وات/ساعة سنويًا. واقترح مجدي يوسف رئيس جمعية الخشابة المتداخلة ضمن المشروع إنشاء معارض بمختلف مراكز المحافظة، للإسهام في نشر ثقافة استخدام الطاقة الشمسية، على أن تواصل عملها طوال العام.