أثارت المجزرة التي ارتكبها التحالف الدولي بدعوى مكافحة داعش في سوريا، وراح ضحيتها أكثر من 100 قتيل من المدنين في ريف منبج أمس، غضبًا واسعًا داخل الأوساط السورية، لاسيما وأنه صاحبه صمت رسمي وإعلامي واسع من الحكومات الغربية التى تشارك في هذه الهجمات. وبحسب وسائل إعلام سورية وعربية قتل 125مدنيًّا في غارات للتحالف الدولي على قرية توخار، التي تؤوي نازحين قرب منبج شرق حلب، واستهدف القصف تجمعًا لمدنيين كانوا يحاولون الخروج من القرية. فيما قال المرصد السوري إن عدد قتلى المدنيين جراء قصف التحالف كان حوالي 60 شخصًا، مؤكدًا أن من بين القتلى 11 طفلًا على الأقل، مشيرًا إلى إصابة عشرات آخرين بجراح، بعضهم في حالات خطرة. واتهم بعض السكان في ريف منبج طائرات التحالف الدولي باستهداف المنطقة التي تشهد اشتباكات عنيفة ومعارك كر وفر بين قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم داعش، ولكن علقت الولاياتالمتحدة على الأمر قائلة في بيان لها إنها على علم بعدد الضحايا، و«تجري تقييمًا يتمتع بمصداقية»، وأضاف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أدريان رانكين جالاوي «نأخذ الأمر بجدية بالغة». وقالت منظمة العفو الدولية إن الغارات على قرية توخار يمكن أن تمثل أعلى حصيلة ضحايا في صفوف المدنيين منذ بدء قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة العمليات الجوية ضد تنظيم داعش في سوريا عام 2014، فيما أدانت الحكومة السورية مجزرة منبج، متهمة فرنسا بارتكاب عدوان، وطالبت الأممالمتحدة ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياتهما في حفظ السلم والأمن الدوليين. ويؤكد النشطاء الحقوقيون أن عدد الضحايا من المدنيين الذين يتم توثيقهم جراء قصف التحالف الدولي كبير جدًّا، مقارنة مع ما يدعيه الجيش الأمريكي، ولا يوجد أي مبرر لقتل المدنيين بحجة محاربة الإرهاب الذي بدوره يقتل المدنيين، وطالب الناشط الحقوقي فايز علي في تصريحات سابقة له الجيش الأمريكي بالاعتذار وتعويض المتضررين من هذه الضربات، مؤكدًا أنه في حال عدم نظر الجيش الأمريكي للشكاوى، يتوجب على المنظمات رفع دعاوى قضائية في المحاكم الأمريكية. ولم تكن حادثة منبج الأولى من نوعها، حيث تكررت هذه الحوادث من التحالف الدولي بقيادة أمريكا أكثر من مرة، وعلى الرغم من خروج التحالف في حوادث عدة ليعترف بالخطأ المرتكب، ويقدم الاعتذار على ما بدر منه، إلا أن كثيرًا من المنظمات الحقوقية تؤكد أنه لا يوجد محاسبة فعلية لمثل هذه الجرائم؛ حيث إنها تدخل في طي الكتمان. مجزرة بير محلي في ريف حلب في مايو من العام الماضي قصفت قوات التحالف الدولي مدبنة بير محلي بريف حلب الشرقي؛ بهدف إضعاف نفوذ تنظيم داعش الإرهابي، لكن أكد أهالي المدينة في ذلك الوقت أن حوالى 60 مدنيًّا لقوا مصرعهم، وأصيب العشرات بجروح في هذا القصف، مضيفين أن عائلات أبيدت بأكملها نتيجة القصف الجوي، حيث استهدف منازل المدنيين وبعض السيارات داخل القرية، ما تسبب في سقوط عشرات القتلى والجرحى. وكان أهالي المدينة اتهموا في ذلك الوقت قوات التحالف بشن هجمات جوية على القرية على الرغم من أنها تؤؤي مدنيين فقط، مشيرين إلى أن «القرية لا يوجد فيها عناصر لداعش، وليست نقطة اشتباك، لكنها تقع بين مناطق سيطرة داعش ومناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية». جريمة قتل مدنين على الضفة الشرقية لنهر الفرات وتأتي مجزرة بير محلي بعد أيام قليلة من جريمة أخرى مماثلة استهدفت مدنيين في قرية على الضفة الشرقية لنهر الفرات في حلب، حيث صرح نشطاء في ذلك الوقت أن ضربة جوية أصابت مدنيين بدل أن تصيب أهدافًا للمتطرفين، وقتل في القصف الذي شنته طائرات التحالف، الذي تقوده الولاياتالمتحدة، 17 مدنيًّا على الأقل بينهم طفلان، فيما أصيب العشرات نتيجة ضربة جوية على محافظة حلب في شمال سوريا. حادثة قتل مدنيين في الحسكة ولم تسلم الحسكة أيضًا من قصف قوات التحالف للمدنين، ففي ديسمبر الماضي قتل40 مدنيًّا غاليبتهم من النساء والأطفال، وجرح عشرات آخرون إثر غارات شنها طيران التحالف الدولي، استهدفت قرية الخان قرب بلدة "الهول" بريف الحسكة الجنوبي. قصف التحالف الدولي للمدنيين في دير الزور تعددت حوادث قتل المدنيين بالخطًا في مدينة دير الزور من التحالف الدولي حتى تخرج علينا شهريًّا مواقع سورية؛ لتؤكد مقتل عائلات من بينهم أطفال ونساء في قصف للتحالف؛ لتعيش هذه المدينة في ذعر يومي من خطر الاستهداف الجوي. وفي فبراير الماضي استهدف التحالف الدولي مشفى في مدينة الزور يسيطر عليه تنظيم داعش الإرهابي، ولكن أكدت معلومات أن هذا القصف أسفر عن عدد من القتلى المدنيين. وفي إبريل الماضي قتلت خطأ عائلة بأكلملها جراء قصف على مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، حيث أدى القصف إلى مقتل حوالي عشرة مدنيين بينهم أطفال ونساء، واكد أهالي المدينة أن البوكمال لا تزال تخضع لسيطرة داعش، وهذه ليست المرة الأولى التي يخطئ فيها التحالف الدولي بقصفه للمدينة بذريعة استهداف مقاتلي داعش.