تحولت مدينة طهطا بسوهاج، خاصة منطقة الخبراء وميدان البقيع إلى مقلب قمامة عمومي، يهدد صحة الأهالي؛ في ظل إشعال النيران في أكوام القمامة من قبل «النباشين» وأصحاب الأراضي الزراعية القريبة منها؛ لحمايتها من تطاير المخلفات الورقية والبلاستيكية. وتتصاعد الأدخنة الناتجة عن عملية الحرق والروائح الكريهة في سماء المنطقة، وسط غياب تام لمسؤولي الوحدة المحلية والبيئة، رغم استغاثات المواطنين وتقديمهم العديد من الشكاوى لسرعة انقاذهم من الخطر الذي يهدد حياتهم وحياة أطفالهم، ويجعلهم عرضة للإصابة بالأمراض الصدرية والرئوية، ويتضرر من المقلب أيضا مسجد تابع لمديرية أوقاف سوهاج، تحتضنه القمامة من جميع الاتجاهات. قال الدكتور كمال عبد الستار، رئيس قسم الصدرية بجامعة سوهاج، إن التعرض للروائح الكريهة والأتربة والدخان الناتجين عن مقالب القمامة المتواجدة بالقرب من الكتل السكنية، يؤدي للإصابة بالكثير من الأمراض الصدرية والتنفسية، أبرزها أمراض حساسية الصدر والربو الشعبي. وأضاف عبد الستار ل"البديل" أن التعرض للروائح والأدخنة الشديدة الناتجة عن مقالب القمامة يؤدي في بعض الأحيان للإصابة بتليف الرئتين، الذي قد يؤدي في النهاية إلي فشل بالتنفس وهبوط بالقلب، وبالتالي الوفاة في بعض الأحيان. على الجانب الآخر، قال علي رفاعي، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة طهطا، إن مقلب القمامة المتواجد بمدخل قرية بنجا موجود من قديم الأزل، وتم رفعه وردمت به ترعة بالقرية، مضيفا أن القمامة تتراكم به في فترة الإجازات والعطلات الرسمية مثل الأعياد وغيرها. وتابع رفاعي أن المقلب المذكور "وسيط" تقوم سيارات نقل القمامة الصغيرة بجمعها من المدينة وإلقائها فيه، ثم يتم تحميلها على سيارات نقل كبيرة ووضعها في المدفن الصحي بالجبل الغربي في المنطقة الصناعية، لافتا إلى أن اشتعال القمامة في المقلب، إما ذاتيا نتيجة المخلفات العضوية التراكمية وحرارة الجو، أو إشعال النيران عمداً من قبل الأهالي. وعن أزمة مقلب القمامة بطهطا، قال رشاد محمود، مدير إدارة البيئة بديوان عام محافظة سوهاج: «يوجد في كل وحدة محلية إدارة للبيئة، وعلى الأهالي والسكان المتضررين من اشتعال النيران في مقلب القمامة أن يتوجهوا للوحدة المحلية التابعين لها للإبلاغ عن المشكلة، وبعدها تخطر إدارة البيئة الوحدة المحلية ثم تخطر الوحدة الحماية المدنية لإطفاء النيران والسيطرة علي الأدخنة»، مضيفا أن نقل مقلب القمامة من مكانه أيضا متعلق بالوحدة المحلية لعلمها بالأماكن التي تقع في زمامها.