تسبب تراكم القمامة بصورة مخيفة في منطقة سندوب في حالة من الهلع التي يعيشها المواطنون جراء مخاوف الإصابة بالأمراض الصدرية الناتجة عن تصاعد الأدخنة من حرق تلك الأكوام وتعرض المحاصيل الزراعية لأضرار كبيرة. وبينما وعد المحافظ بإنشاء مدفن صحي للقمامة قال الأهالي إن الأكوام من القمامة تحولت إلي خطر دائم يشتعل ذاتيا ويستمر في تهديد صحة المواطنين. وقال المهندس السعيد الفضالي أحد المتضررين إن النيران تتطاير من سيارات القمامة أثناء نقلها مما تسبب في حريق مخزون البطاطس في الأراضي الزراعية المجاورة. وأوضح أحمد ناجي طبيب ان مقلب قمامة سندوب المجاور لمنطقة التجنيد والتعبئة بمنطقة سندوب تحول إلي كابوس يهدد كل من حوله من أراض زراعية وأهالي واصحاب محلات, بل امتد الأمر إلي القري المجاورة وهي( تلبانة كوم الدربي شاوة عزبة شاوة ميت الاكراد) بسبب الدخان المتصاعد منه ليلا ونهارا وخاصة في فصل الصيف, بالإضافة إلي الرائحة الكريهة, مما دعا أهالي القري للاستغاثة بمحافظ الدقهلية بسرعة اتخاذ قرار والبدء في نقل المقلب. واضاف الدكتور محمد عابد أن عمر هذه القمامة يتعدي العشرات من السنين وتحتوي علي مخلفات عضوية ونفايات صلبة صناعية وطبية وترتفع حرارتها تلقائيا أو بسبب الاحتكاك عند النقل, وتستقبل مستشفي الصدر العشرات من الحالات المصابة بالأمراض الصدرية نتيجة أدخنة مقلب المخلفات بسندوب الذي كان من المقرر إقامة مصنعين مكانه لتدوير القمامة لكن هذا لم يحدث. وأشار الهنداوي خشان عضو مجلس محلي سابق بنقيطة إلي أن المقلب المذكور يسبب جميع أنواع التلوث للانسان والنبات وان الأطفال حديثي الولادة اصيبوا بالأمراض الصدرية نتيجة اشتعال القمامة ذاتيا. وأوضح نبيل حضر أحد المواطنين ان انبعاث الأدخنة يؤدي إلي هلاك المحاصيل وضعف انتاجية الأرض مما يهددها بالبوار لافتا إلي أن المقلب غير محاط بسور مما يهدد بانتشار الحرائق في أي وقت. واكد فهيم عبده من سكان هذه المنطقة, إن الدخان المتواصل والرائحة الكريهة تؤدي إلي الاختناق والاصابة بأمراض الجهاز التنفسي وبالطبع تؤثر علي الأطفال, وأكد ايضا ان اهالي المنطقة بعثوا بالكثير من الشكاوي في عهد النظام البائد واستطاعوا الحصول علي موافقة سمير سلام محافظ الدقهلية الأسبق لنقل المقلب إلي مكان الآخر لكن الأمر لم ينفذ حتي الآن. وأكدت هالة عبدالعال من أهل المنطقة ان الدخان الدائم والمستمر, بالإضافة إلي الحشرات كابوس يهددنا دائما, واتمني ازالة المقلب ونقله إلي مكان آخر بعيدا عن المناطق السكنية والأراضي الزراعية. ويقول محمد سلامة أحد الباعة الجائلين بالمنطقة, ان الدخان المتصاعد يصل إلي الطريق المؤدي إلي السنبلاوين فيؤدي إلي صعوبة الرؤية ليلا, مما يتسبب في الحوادث كما يتسبب المقلب في ائتلاف الأراضي الزراعية المجاورة له, في الوقت نفسه يؤكد احمد الشبراوي انه مستأجر المقلب من حي غرب المنصورة بمبلغ40 ألف جنيه شهريا, ويؤكد ايضا ان المقلب هو المقلب العمومي لمنطقة سندوب بأكملها ولا يمكن نقله لأي مكان آخر. من جانبه وقع اللواء صلاح المعداوي محافظ الدقهلية عقدا مع احدي شركات خدمات البيئة ينص علي التخلص من المخلفات بطرق علمية واعادة تدويرها بطريقة لا تضر بالبيئة, بل انه سيتم تحويل القمامة إلي طاقة كهربائية يستفاد منها. وقال المهندس علي هلال رئيس مجلس إدارة الشركة المنفذة ان الشركة ستتولي استثمار المشروع عن طريق انشاء مصنع لانتاج وحدات المعالجة وتسويق المنتجات الثانوية عن طريق استغلال مقلب سندوب, والذي بلغ اجمالي النفايات به54 مليون طن غير مدفونة بطريقة صحية, وانه سيتم الفرز الآلي وتدوير المخلفات وانتاج الوقود الحيوي وتنظيف الطرق السريعة وجمع المخلفات من المدن والشوارع وغسلها وتقليم الأشجار وتوفير النظافة للمدن الأساسية كمرحلة أولي.