أدوية «الغلابة» تنقرض.. والمواطنون يستغيثون

دخل عدد من المستلزمات الطبية، على رأسها المحاليل الملحية، الخاصة بتطهير الجروح، أزمة نقص الأدوية، التي تتفاقم كل يوم، على خلفية زيادة سعر الدولار مؤخرا، ورغم تطبيق قرار زيادة أسعار الدواء، من قبل وزارة الصحة ومجلس الوزراء، لكن العديد من الأصناف الدوائية مازالت مختفية من الأسواق.
ويشهد سوق الدواء اختفاء المحلول الملحي منذ فترة طويلة، ورغم أن شركات الأدوية أعلنت توافره في الأسواق، لكنه مازال مختفيا حتى الآن، ما تسبب في أزمة كبيرة للعديد من المرضى.
وعلمت «البديل» من مصدر – فضل عدم ذكر اسمه- أن الشركة المختصة بتصنيع المحلول اتخذت قرارا بإيقاف تصنيعه؛ نظرا لعدم زيادة سعره بصورة مناسبة من وجهة نظرها، وترى أنها تتعرض لخسارة؛ حيث كان سعره قبل الزيادة 5 جنيهات، لتكون 7، ما يعني أن الزيادة لن تكون مربحة، حسبما ترى.
وأعرب عدد كبير من المواطنين عن استيائهم من اختفاء المحلول الملحي، المستخدم في تطهير الجروح، خاصة أن سعره مناسب لظروفهم المادية، مقارنة بمحاليل تطهير الجروح الأخرى، فتقول أمينة إسماعيل، ربة منزل، إن المحلول مختفي من الأسواق منذ فترة، الأمر الذي يضطرهم إلى اللجوء للأصناف الأخرى ذات الأسعار المرتفعة، التي يتجاوز سعرها 25 جنيها للزجاجة الواحدة.
ويقول أحمد مجدي، موظف: «للأسف، المحلول الملحي المختص بتطهير الجروح كان يباع بمبلغ بسيط، ويلجأ إليه عدد كبير من المصابين لقلة سعره، لكن الوضع الآن أصبح صعبا؛ بعد ارتفاع أسعار جميع الأدوية، ليس هذا فحسب، بل اختفاء أصناف عديدة منها»، مطالبا الحكومة بمحاسبة الشركات التي تمتنع عن إنتاج الأدوية الحيوية، التي لا يمكن للمواطن الكادح الاستغناء عنها لقلة أسعارها.
وأوضحت مايسة عبد الله، مُدرسة: «جميع الأدوية الشعبية التي كان يعتمد عليها المواطن بصورة أساسية، اختفت من الأسواق تماما، ما يعني أن العلاج أصبح حقا لمن يمتلك الأموال الكثيرة فقط», مضيفة: «الأمر يزداد سوءا كل يوم عما قبله، بعدما دخلت الصحة في دائرة الغنى والفقير».
وبحسرة، تابعت عبد الله: «نعلم جميعا أن من يمتلك المال في مصر يستطيع توفير الطعام والعلاج والمسكن الملائم»، مستطردة: «كنا نكتفي بالأدوية ذات الأسعار الزهيدة، لكن يبدو أن الحكومة تعتبرنا عالة، وليس لنا حتى الحق في الحصول على تلك الأدوية ذات الأسعار الزهيدة».
وأكد هيثم عبد الهادي، صيدلي، أن المحلول الملحي الخاص بتطهير الجروح مختفي من الأسواق منذ فترة طويلة دون أي أسباب معلنة وواضحة من قبل الشركة التي تنتجه, معتقدا أن الشركة المنتجة تخسر، ما جعلها تتوقف عن تصنيعه.
واستنكر عبد الهادي ل«البديل» اختفاء الكثير من الأدوية الخاصة بالبطقة المتوسطة والفقيرة، متسائلا: لماذا تختفي الأدوية ذات الأسعار القليلة، في حين تتوافر الأدوية باهظة الثمن بشكل كبير؟
وتخوف عبد الهادي من أن تشهد الفترة المقبلة اختفاء جميع الأدوية التي يتمكن المواطن البسيط من شرائها لإجباره على استبدالها بالأدوية الأخرى باهظة الثمن لانعاش سوق الدواء في مصر.