قارن زعيم حزب العمال البريطاني، جيريمي كوربين، بين الكيان الصهيوني وداعش، خلال خطاب حول معاداة السامية الخميس الماضي، داخل حزبه، قائلا: "أصدقاؤنا اليهود ليسوا مسؤولين عن تصرفات إسرائيل وحكومة نتنياهو، مثلما أصدقاءنا المسلمين ليسوا مسؤولين عن داعش". ويأتي التقرير حول معاداة السامية داخل حزب العمال البريطاني بعد استبعاد عدد من النشطاء والمسؤولين في الحزب بسبب تصريحات أدلوا بها على مواقع التواصل الاجتماعي، واتهامات لقيادة الحزب برد ضعيف على المشاعر المعادية لإسرائيل والمعادية للسامية، ويتضمن التقرير الذي يضم 30 صفحة توصيات لتمكين الحزب من أن يكون مثالا يُحتذى به. المقارنة بين إسرائيل وداعش رغم نفي كوربين ما إذا كان يقارن مباشرة بين إسرائيل وداعش، إلا أن الكيان الصهيوني لم يقتنع بهذا الرد، حيث قالت عضوة يهودية في حزب العمال، روث سميث، كانت تحضر المؤتمر أيضا: "قام جيريمي كوربين بمقارنة مهينة وغير لائقة، هو يقول إنه ليس تشبيهاً، لكن عندما تتحدث عن اليهود وإسرائيل ثم تتحدث عن المسلمين والدولة الإسلامية، من الواضح أن هذه مقارنة ليس هناك شك. هل قصد ذلك؟ هذا سؤال آخر، نأمل أن يكون لم يقصد ذلك، لأنه إن قصدها لكان أدرك كم هي ملاحظة غير لائقة ومهينة". ولم يتوقف الهجوم الصهيوني على كوربين عند هذا الحد، فحض زعيم حزب الوسط، (يش عتيد) وعضو الكنيست، يائير لابيد، حزب العمل الصهيوني على قطع علاقاته بالكامل مع حزب العمال البريطاني، قائلا في بيان له: "من غير المقبول أن يقارن زعيم المعارضة في بريطانيا إسرائيل بداعش، والأسوأ من ذلك أنه قام بذلك خلال نشر تقرير حول معاداة السامية في حزبه". ويرى مراقبون أن الكيان الصهيوني لم ينس مواقف كوربين تجاه حزب الله وحماس، وكان كوربين تعرض في الماضي لانتقادات بعد وصفه حزب الله بالأصدقاء ودعوته إلى حوار مع حركة حماس الفلسطينية، وكذلك لقائه مع ممثلين من المنظمتين. انتقادات سابقة من داخل حزب العمال للكيان الصهيوني في شهر يونيو الماضي، تم تعليق عضوية النائبة في البرلمان عن حزب العمال البريطاني، ناز شاه، من قبل الحزب في انتظار التحقيق حول اتهامات ضدها بأنها نشرت تدوينات معادية للسامية على مواقع التواصل الاجتماعي قبل انتخابها، قالت فيها لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني: "انقلوا إسرائيل إلى الولاياتالمتحدة.. حلت المشكلة". وكان حزب العمال علّق عضوية أكثر من 50 من أعضائه بما فيهم كين ليفنغستون، عمدة لندن السابق، على مدى شهري مارس وأبريل الماضيين؛ بسبب تعليقات نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي دفاع ليفنغستون عن شاه في سلسلة من المقابلات، قال عضو حزب العمال المخضرم، إنه يتم الخلط بين انتقادات سياسات إسرائيل ومعاداة السامية، وزعم أن هتلر دعم بداية الصهيونية. توقيت الهجوم الصهيوني على كوربين يرى مراقبون أن الكيان الصهيوني يستغل هذا التوقيت بالذات للتخلص من زعيم حزب العمال دائم الانتقاد لإسرائيل، خاصة أن كوربين يعاني من تراجع شعبيته داخل حزبه بسبب الإرباك الأخير الذي فرضته خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فقبل أيام صوتت الهيئة البرلمانية لحزب العمال البريطاني على حجب الثقة عن زعيم الحزب جيريمي كوربِين، بعد استقالة عدد من النواب البارزين في الحزب من حكومة الظل ومطالبتهم بتنحيه، وجاءت نتيجة التصويت غير الملزم 172 صوتا مع حجب الثقة مقابل 44 ضدها وامتناع 4 عن التصويت، وكان مؤيدو كوربين دعوا منتقديه الى التقدم لمنافسته في عملية انتخاب رسمية لزعيم الحزب إذا أرادوا تحديه.