للمقالب تاريخ طويل معنا، حيث يعشق الشعب المصري الضحك والسخرية، ودائمًا ما يحول أي شيء إلى مادة للسخرية، وترتبط البرامج الترفيهية والمقالب بشهر رمضان منذ سنوات عدة، فلا تجد أي مائدة إفطار تخلو من مشاهدة أحد برامج المقالب. استطاع إبراهيم نصر، من خلال برنامجه «الكاميرا الخفية»، اكتساب شعبية جماهيرية كبيرة، رغم بساطة الفكرة والمقلب، حيث يشارك فريق البرنامج الجمهور العادي الذي يتقابل معه عن طريق الصدفة في الشارع، وتظهر الكوميديا من عفوية ردود فعل الجمهور، ولا تزال كلمات أغنية البرنامج عالقة فى أذهان الجميع: «اللقطات اللي واخدينها كلها طبيعية.. والأبطال أنا وأنت وهي». كذلك لا نستطيع أن ننسى البرامج الكوميدية التي قدمها الفنان الراحل حسين الإمام، التي كان يتفاعل معها المشاهدون، مثل «حسين على الهوا، حسين في الاستديو، حسين على الناصية، عقاريت حسين الإمام»، لكن لم تستمر الأفكار البسيطة طويلًا، ولم يستمر جمهور الشارع جزءًا من البرنامج، فقد تغير كل شيء، وأصبحت برامج المقالب تقوم على أفكار لم يتقبلها المشاهد العادي ومبالغ فيها، لكنها تثير عندهم مشاهدة الفنانين والشخصيات المعروفة في مواقف محرجة أو درامية.. لذا ترصد «البديل» أبرز برامج مقالب رمضان 2016. رامز بيلعب بالنار أصبح الفنان «رامز جلال» على مدى الأعوام الماضية أساسيًّا فى رمضان، وقبل حلول الشهر الكريم تبدأ المواقع في تخمين مقلب العام، وتجد الجميع في انتظار «رامز» سواء كان هذا المشاهد من المؤيدين له أو من الرافضين لفكرة برنامجه، منتقدين ما يفعله، مؤكدين أنه لا يصح فعل تلك المقالب الثقيلة في كبار السن من الفنانين. وتقوم فكرة البرنامج على استضافة فنانين لتكريمهم داخل برج عملاق بالمغرب، وأثناء تكريم هؤلاء النجوم يحدث انفجار ضخم وحريق داخل البرج، وتشتعل النيران، فيحاول فريق البرنامج مساعدة النجم، ويصعد به إلى أعلى البرج، فيجد طائرة هليكوبتر لإنقاذه؛ ليكتشف في النهاية أن رجل الإطفاء هو «رامز جلال». هاني في الأدغال للعام التالى على التوالى يطل علينا الفنان هاني رمزي من خلال برنامج للمقالب، وهو يسير على نفس نهج رامز جلال، وإن لم تكن نفس الأفكار التي مل منها المشاهدون، وتدور فكرة برنامج «هاني في الأدغال» في نفس إطار برنامج «رامز قلب الأسد» الذي عرض في 2011، وإن كان بطريقة مختلفة، إلا أنه بنفس وسيلة ترهيب الضيوف، وهي «الأسد». حيث يستضيف هاني رمزي في كل حلقة من حلقات البرنامج أحد النجوم، يأخذه في جولة في غابة بجنوب إفريقيا، ثم يحدث عطل مفاجئ في السيارة، وهنا تبدأ الحيوانات في الظهور، منها حيوانات تظهر من صناديق داخل السيارة التي تقل النجم، وحيوانات من خارج السيارة. الصدمة يعد برنامج الصدمة من أكثر البرامج التي انجذب إليها المشاهدون هذا العام، وأصبح حديث مواقع التواصل الإجتماعي؛ لما يتضمنه من قيم إنسانية واجتماعية وأخلاقية تعكس الواقع. البرنامج هو النسخة العربية لبرنامج «What would you Do?» كما أوضح القائمون عليه. تعتمد فكرة البرنامج على طرح مجموعة من التصرفات السلبية غير المقبولة أمام الجمهور، ويقوم بها بعض الممثلين غير المعروفين للمشاهد حتى يسهل إقناعه بالموقف، وجاءت ردود فعل الجمهور متفاوتة ما بين الإيجابي والسلبي، ويحاول البرنامج رصد تفاعل المواطنين في عدد من الدول المختلفة «مصر ولبنان والسعودية والعراق والأردن» من خلال بعض السلوكيات الخاطئة. ميني داعش تدور فكرته حول استقطاب عدد من الشخصيات الفنية والحرفيين إلى فيلا مهجورة بمنطقة العباسية؛ ليكتشفوا بعدها أنها وكر للإرهابيين وتنظيم داعش الإرهابي، مما يضعهم في ورطة، ويجبرون على التعاون معهم وتنفيذ بعض العمليات الإرهابية، وإلَّا فسيكون مصيرهم القتل. وتتشابة فكرة هذا البرنامج أيضًا مع برنامج رامز جلال «رامز ثعلب الصحراء» الذي عرض في رمضان 2012، فهو يتبع نفس النهج من العنف والقتل والإرهاب، الذي تم تناوله خلال برنامج رامز بعد الانفلات الأمني الذي شهدته مصر بعد عام 2011، فكان البرنامج يحاول نقل بعض المشاهد التي تحدث في الواقع لكن بشكل مبالغ فيه. وأكدعدد كبير من المشاهدين أن برامج المقالب لم تعد تضحكهم الآن مثل البرامج القديمة التي كانت تعتمد على التلقائية والبساطة، مشيرين إلى أنه أصبح كل ما يشغل مقدمي هذه البرامج هو كيفية الترويج ولفت الانتباه إليهم بطرق مشروعة وغير مشروعة للحصول على أكبر عائد مادي ممكن.