كتبت – ريهام عبد الوهاب فى مثل هذا اليوم عام 1325، قام الرحالة ابن بطوطة بأول رحلة له حول العالم قطعها من مسقط رأسه طنجة متجها إلى مكة؛ لأداء فريضة الحج، ويعد ابن بطوطة من أهم الرحالة على مر التاريخ حيث قطع أكثر من 121.000 كم، وهو الرقم الذى لم يكسره أى رحالة من بعده. أمير الرحالين المسلمين هو محمد بن عبد الله اللواتى الطنجي، رحالة مغربي ومؤرخ وقاضٍ وفقيه؛ ولد بطنجة فى 24 فبراير عام 1377م، لقب ب"أمير الرحالين المسلمين"، قضى أكثر 28 سنة فى السفر والترحال، نشأ "ابن بطوطة" وسط عائلة من علماء القضاء الإسلامي، ويرجع نسبه إلى القبيلة الأمازيغية. كانت أول رحلة له إلى مكة لأداء فريضة الحج، واستغرقت هذه الرحلة 16 شهرا، وبسبب هذه الرحلة لم يرى "ابن بطوطة" بلاده المغرب لمدة أربعة وعشرين عاما. وقال عن تلك الرحلة: رحلت وحيدا، لم أجد أحداً يؤنس وحدتي بلفتات ودية، ولا مجموعة مسافرين أنضم لهم، مدفوع بِحكمٍ ذاتي من داخلي، ورغبة عارمة طال انتظارها لزيارة تلك المقدسات المجيدة، قررت الابتعاد عن كل أصدقائي، ونزع نفسي بعيداً عن بلادي، وبما أن والديَّ كانا على قيد الحياة، كان الابتعاد عنهما حملاً ثقيلاً علي، عانينا جميعا من الحزن الشديد. ماذا قال «ابن بطوطة» عن مصر؟ فى بداية ربيع عام 1326، وصل ابن بطوطة إلى ميناء الإسكندرية، والذي كان جزء من امبراطورية المماليك فى ذلك الوقت، واستغرقت زيارته لمصر شهرا قضاه بين الإسكندرية والقاهرة، ووصف مصر ب"أم البلاد، وقرارة فرعون ذى الأوتاد، ذات الأقاليم العريضة والبلاد الأريضة، المتناهية فى كثرة العمارة، المتناهية بالحسن والنضارة، قهرت قاهرتها الأمم، و تمكنت ملوكها نواصى العرب و العجم "، وبعد ذلك سافر إلى مكة عن طريق سوريا وقضى هناك نحو شهر لأداء فريضة الحج. وبعد أن قضى شهرا فى مكة، انضم ابن بطوطة إلى قافلة من الحجاج العائدين إلى العراق عبر أراضي شبة الجزيرة العربية، وذلك فى 17 نوفمبر، عام 1326، حيث توجهوا إلى المدينةالمنورة ومروا على مدينة النجف وهناك قام ابن بطوطة بزيارة ضريح علي بن أبي طالب الخليفة الرابع وزوج ابنة النبي محمد، وبعد ذلك اتجه ابن بطوطة فى رحلة إلى بلاد فارس استغرقت ستة أشهر، وانبهر هناك بالمساجد. العصابات تقطع رحلة «ابن بطوطة» فى الصين فى بداية رحلته إلى الصين تعرض ابن بطوطة إلى هجوم من قبل إحدى العصابات، ولكنه استطاع اللحاق بجماعته واستكمال رحلته إلى كهومبهات في ولاية غوجارات الهندية، ومن هناك أبحروا إلى كاليكوت، وهو المكان الذي أراد الوصول إليه المستكشف البرتغالي فاسكو دي غاما، بعد قرنين من الزمن، وأثناء زيارة ابن بطوطة لأحد المساجد في ساحل كاليكوت هبت عاصفة شديدة أدت إلى غرق إحدى سفن الرحلة، لكنه أصر على استكمل رحلته إلى الصين، ومن جزر المالديف مضى إلى سريلانكا، وزار معبد "سري بادا وتينافرام". وغرقت سفينة ابن بطوطة وهي مقبلة على سريلانكا، حيث أن المركب الذي أتى لإنقاذه عانى هجوم من قبل القراصنة، فقد تقطعت بهم السبل على الشاطئ وبدأ العمل على طريق عودته إلى كوريكود، ومنها عاد إلى جزر المالديف حيث استقل الجنك الصيني، ولا تزال الرغبة تحدوه في الوصول إلى الصين، ومرر بالعديد من البلاد أثناء رحلته حتى وصله الصين عام 1345. وفي عام 1346م، بدأ ابن بطوطة رحلة العودة إلى المغرب، بعد مرور ما يقارب من ربع القرن من مغادرة المنزل، وفي طريقه إلى هناك، زار سردينيا للمرة الأخيرة، ثم في عام 1349م عاد إلى طنجة متجاوزا مدينة فاس، ليكتشف بأن والدته قد توفيت قبل وصوله ببضعة أشهر. وطاف ابن بطوطة، بالعديد من البلاد منها "المغرب ومصر والسودان والشام والحجاز وتهامة ونجد والعراق وفارس واليمن وعمان والبحرين وتركستان وما وراء النهر وبعض الهندوالصين الجاوة وبلاد التتار وأواسط أفريقيا"، واتصل بكثير من الملوك والأمراء فمدحهم، وكان ينظم الشعر واستعان بهباتهم على أسفاره. وتوفى "ابن بطوطة" عام 1377، عن عمر يناهز 73 عاما، قائلا: لقد حققت بالفعل -ولله الحمد- رغبتي في هذا العالم، والتي كانت السفر حول الأرض، ونلت شرف ذلك الأمر الذي لم يسبق لإنسان عادي نيله.