تحطمت طائرة مصر للطيران المقلعة من العاصمة الفرنسية باريس متجهة إلى القاهرة، ويشتبه أن سبب الحادث هجوم إرهابي، وبالتالي تستعد مصر لضربة جديدة للسياحة في البلاد. وتقول كندة شبيب، أحد كبار المحللين في يورومونيتور الدولية، وهي خدمة أبحاث السوق التي تتخصص في اتجاهات السفر والمستهلكين "ليس هناك شك أن الأمر سيستغرق بعض الوقت لعودة وقوف السياحة والاقتصاد المصري على قدميهما، ولكن الحادث الأخير من المرجح أن يقلل من نسبة السياحة في هذا الجزء من العالم". ونصحت وزارة الخارجية البريطانية مواطنيها بعدم السفر إلى مصر منذ وقوع الحادث، بالإضافة إلى تحذيرها سابقًا من السفر إلى شمال سيناء، وحال كون الأمر ضروريًّا، فإن السفر فقط سيكون إلى جنوبسيناء، ولا يشمل المناطق السياحية على طول نهر النيل أو منتجعات البحر الأحمر في شرم الشيخ أو الغردقة. وقع عدد من الهجمات الإرهابية في مصر، والتي كان لها تأثير على السياح، على مدى السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك واحدة هذا العام، حيث تعرض ثلاثة سياح للطعن خلال هجوم إرهابي في منتجع بالغردقة بالقرب من فندق بيلا فيستا، وكانت نفس المجموعة المتطرفة التي ارتكبت الحادث وراء حادث آخر في أحد فنادق الجيزة قبلها بساعات. كانت الغردقة بعيدة عن الهجمات الإرهابية حتى هذا العام. أما المناطق الرئيسية المستهدفة فهي شرم الشيخ، والمعابد الفرعونية في الأقصر. وعد هشام زعزوع، وزير السياحة المصري السابق، أنه سيتخذ مزيدًا من التدابير الأمنية لحماية السياح بعد الهجومين، وأبلغ أن السلطات المصرية تخطط إنفاق 250 مليون جنيه مصري لشراء مزيد من كاميرات المراقبة والدوائر التليفزيونية المغلقة، والكلاب البوليسية، وأجهزة المراقبة والتنفتيش في المنتجعات السياحية. وأكد زعزوع أن المواقع الأثرية سيتم وضع نظام أمني جديد لها. قامت شركات الطيران والسياحة البريطانية، في نوفمبر الماضي، بتأخير جميع الرحلات الجوية من وإلى شرم الشيخ، إثر تحطم الطائرة الروسية بعد 20 دقيقة من إقلاعها، وأسفر الحادث عن مقتل جميع الركاب وأفراد الطاقم؛ نتيجة عبوة ناسفة كانت على متن الطائرة. وتم إجلاء السياح البريطانيين من شرم الشيخ في أول أسبوع، وواصلت وزارة الخارجية تقديم المشورة، وفي شهر مارس الماضي أعلنت شركة توماس كوك أنها ستلغي جميع الرحلات إلى شرم الشيخ حتى نوفمبر 2016، وفقًا لتوجيهات وزارة الخارجية. بدأت الأعمال التجارية تتراجع في المنتجعات السياحية. ويقول أحد أصحاب المحال التجارية "من المحزن أن نرى توقف الرحلات وصناعة السياحة إلى جنوبسيناء. هنا عدد قليل من السياح، بجانب العمالة الوافدة والمصريين والبدو، وجميعهم يشعرون بالأمن". وأظهرت الأرقام الجديدة هذا العام أن حجوزات العطلات اتجهت إلى البرتغال وإسبانيا، مع تجنب السياح مناطق يتواجد بها الإرهاب، مثل مصر وتركيا وتونس. سسو كيم – تيليجراف