تعاني الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط من انخفاض أسعار البترول الذي يعد سلعتهم الأساسية،وهذا ما جعل هناك شعور بالقلق حول امتداد هذا التأثير السلبي على اقتصاديات دول أخرى. بالنسبة لمعظم الدول غير المنتجة للنفط في المنطقة، بما في ذلك المغرب وتونس في شمال أفريقيا، الاستفادة من انخفاض أسعار النفط تفوق (أو على الأقل توازن) الآثار السلبية من نمو اقتصادي أضعف في الخليج. لكن بالنسبة لمصر على الأرجح ستكون في وضع غير مريح مع هذه الوتيرة من النمو الاقتصادي في الخليج. بعد تدهور عائدات السياحة، ذكر المحلل الاقتصادي في مجموعة كابيتال ايكونوميكس، جيسون توفاي، أن مصر تعتمد بشكل كبير كمصدر للدخل على التحويلات النقدية من العاملين بالدول الخليجية المنتجة للنفط، الأمر الذي يضيف مخاوف بشأن توازن ميزان المدفوعات للبلاد. ووفقا لبيانات أوردها توفاي في مذكرة بحثية له مؤخرا، إجمالي التحويلات إلى مصر تتراجع بالفعل بنسبة 15٪، مقارنة مع العام الماضي، ، الأمر الذي سوف يضغط على الأسر الفردية واستهلاكهم. وقدر المحلل الاقتصادي أن كل انخفاض بنسبة 10٪ في التحويلات المالية لمصر من منطقة الخليج يؤدي إلى انخفاض رصيد الحساب الجاري بنحو 0.4٪ إلى 0.8٪ من الناتج المحلي الإجمالي. بالإضافة إلى ذلك، في الوقت الذي يتصدع فيه النمو الاقتصادي في منطقة الخليج، تقوم الشركات بتسريح الموظفين – الذين كثير منهم عمالة أجنبية. وهذا يمثل مشكلة كبيرة لمصر، حيث سيؤثر ذلك على أوضاع المصريين الوظيفية بالدول العربية النفطية. وبذلك تعد مصر واحدة من البلدان الأكثر عرضة للتأثر من تباطؤ النمو الناتج عن انخفاض أسعار النفط في دول الخليج، والتحويلات من المواطنين العاملين هناك. هناك أيضا زاوية جيوسياسية لمشاكل مصر – كما يشرح توفاي في مذكرته- فمنذ انتفاضات الربيع العربي عام 2011 ظهرت دول الخليج باعتبارها مصدر هام من مصادر الدعم المالي للعديد من البلدان في المنطقة، على رأسها مصر. لكن في حين انخفاض أسعار النفط قد يلعب دورا على الهامش، يعتقد توفاي أن العامل الأهم في تحديد مدى كرم دول الخليج سيكون السياسة الإقليمية، فالمملكة العربية السعودية أظهرت استعدادا أقل لتقديم التمويل لمصر بعد أن دعمت القاهرة تدخل روسيا في سوريا. كما انخفض الدعم السعودي للبنان وسط مخاوف من نفوذ حزب الله المدعوم من إيران داخل الحكومة اللبنانية. الجدير بالذكر أن هناك بعض المؤشرات الايجابية في الاقتصاد المصري، مثل حقيقة أن ناتج الغاز الطبيعي آخذ في الارتفاع مرة أخرى – وهذا يعني أن الاقتصاد المصري لن ينهار تماما. إيلينا هولودني – بيزنس انسايدر