نجح الجيش السوري في تحرير مدينة تدمر التاريخية، وبسط سيطرته عليها الشهر الماضي، وانزعتها من أيدي تنظيم الدولة الإسلامة بالعراق والشام «داعش» الإرهابي، بعد أن دخلت سوريا بمساعدة القوات الروسية في معارك مختلفة مع التنظيم، حتى أجبرته على الانسحاب والتقهقر، كخطوة إيجابية أولى في ردع قوي التطرف والظلام، وما أن حررت سوريا مدينتها العريقة، حتى أعلنت الحكومة البدء الفوري في ترميم الآثار التي دمرها الإرهابيون وإعادة الحياة للمدينة. أما الخطوة الإيجابية الثانية، فتمثلت في الإعلان عن حفل للموسيقار الروسي العالمي فاليري جيرجييف، الخميس المقبل 12 مايو، على المسرح المدرج الروماني في تدمر، ويذاع الحفل مباشرة على العديد من القنوات الفضائية، نقلًا عن شاشة روسيا 24. وتعتبر هذه الحفلة الفنية بمثابة عودة الروح لمدينة تدمر، وتضميدًا لجروحها، حيث تستقبل لأول مرة منذ أن سيطر عليها التنظيم المتطرف في أغسطس الماضي، على المسرح الروماني، مشهدًا للحياة والجمال، بعد أن جعلته داعش مسرحًا للدم، واستخدمته كساحة في قتل ضحاياها، ليس هذا فحسب، فالحفل أيضًا بمثابة رسالة للعالم أن «تدمر آمنة» وجاهزة لاستقبال زائريها. الملفت أيضًا هو أن وفدًا تابعًا لمنظمة اليونسكو، كان قد زار تدمُر الشهر الماضي للوقوف على أوجه التخريب التي خلفها تنظيم داعش في المواقع الأثرية في المدينة، وزار الوفد المدرج الروماني، ووقفوا فيه دقيقة حدادًا على أرواح ضحايا التنظيم، الذين قُتِلوا في المكان. وذكرت اليونسكو في بيان أن الوفد «رصد الكثير من الدمار في المتحف، وأن القطع الكبيرة من التماثيل والتوابيت التي يصعب نقلها تعرضت للتحطيم، وتشويه وجوهها، وكسر رؤوسها، وتُرك الحطام بجانبها على الأرض». إلَّا أن المنظمة أكدت أن المواقع الأثرية مازالت تحتفظ بالكثير من شواهد أصالتها، رغم التخريب الشديد الذي تعرضت له على أيدي مقاتلي التنظيم.