منذ إبرام الاتفاقية التي عرفت في الوسط الإعلامي ب"اتفاقية الأرض"، الخاصة بالتنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للمملكة السعودية أثناء زيارة العاهل السعودي، شهد الرأي العام حالة من التوتر والتخبط حتى أصبحت الساحة السياسية على صفيح ساخن، ورغم أن كل الدعوات التي انطلقت بشأن "الأرض" كان هدفها إسقاط الاتفاقية وعدم التنازل عن الجزيرتين، إلا أن البطشة الأمنية كانت هي الأشد والأقوى. في الوقت الذي طالب فيه سامح عاشور، نقيب المحامين، بالاستفتاء الشعبي على اتفاقية تيران وصنافير، ومساندة المقبوض عليهم في تظاهرات 15 و25 أبريل، كانت النيابة العامة قد أصدرت عددا من قرارات الضبط والإحضار، كان آخرها القبض على مالك عادلي، المحامي الحقوقي، مساء الخميس الماضي، أثناء سيره بالمعادي، بالإضافة إلى أمر ضبط وإحضار ل14 محاميا بشبين القناطر، بجانب مداهمة منازل بعض المحامين، وعلى رأسهم عمرو إمام، المحامي الحقوقي . وتصدرت أخبار نقابة الصحفيين المشهد السياسي بعد التصادم الذي وقع بين الداخلية والنقابة، عقب اقتحام قوات الأمن للنقابة والقبض على الصحفيين، عمرو بدر ومحمود السقا، ببوابة 25 يناير، بتهمة نشر أخبار كاذبة بشأن مصرية "تيران وصنافير" وفقا للمحاميين. وفي نفس السياق ذاته، لم تخلو نقابة الأطباء من أزمة معتقلي "الأرض" حيث حضر الدكتور حسين خيري، نقيب أطباء مصر، إلى مقر محكمة عابدين لحضور محاكمة الطبيبين، أيمن السعيد وإبراهيم عابد الديب، الذين تم إلقاء القبض عليهم من أمام نقابة الأطباء يوم 25 أبريل. واقتحمت قوات الأمن منزل عز الدين خالد، طالب بجامعة عين شمس، وأحد أعضاء فرقة "أطفال شوارع"، من منزله فجر السبت الماضي، وثم ترحيله إلى نيابة مصر الجديدة، فيما وجهت النيابة العامة لعز عددا من التهم أهمها «التحريض على التظاهر ونشر فيديوهات على شبكة الإنترنت تحتوي على ألفاظ مسيئة لمؤسسات الدولة»، وقررت النيابة حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات. والجدير بالذكر أن فرقة "الشوارع" تضم 6 شباب في العقد الثاني من أعمارهم، يصورون عدد من الفيديوهات المنتقدة للأوضاع الاجتماعية والسياسية بطريقة ساخرة، ثم نشرها عبر مواقع الكترونية مثل اليوتيوب والفيسبوك . وألقت قوات الأمن القبض على أكثر من 1000 شاب منذ تظاهرات 15 أبريل حتى الآن، وفقا للإحصائية التي عرضت من قبل حملة الحرية للجدعان وجبهة الدفاع عن متظاهري مصر، ولم تخل الأحزاب والحركات السياسية من تقييد حرية أعضائها، حيث تم إلقاء القبض على بعض القيادات الشبابية منهم، هيثم محمدين ومحمود عزت، أعضاء المكتب السياسي بالاشتراكيين الثوريين. وأكد حزب الدستور إلقاء القبض على 6 شباب من أعضائه خلال الفترة الأخيرة؛ بسبب قضية الأرض، لتقديمهم لوزارة الشباب التي دعت حزب الدستور للقاء شهري مع الشباب، وطالب الحزب من الوزارة في حالة احتياجهم للتحدث مع شباب الحزب فليذهبوا إلي هؤلاء بأماكن احتجازهم. وبعد التهديد الذي خضع إليه طلاب جامعة حلوان وأعضاء حركة مقاومة الطلابية وهم، "وسام البكري ومعاذ سيد وعبد الرحمن زيدان"، من قبل الأمن الإداري بجامعة حلوان، بإبلاغ الداخلية عن فاعليتهم وأنشطتهم، ورغم التحقيق الذي تعرضوا له أثناء أسبوع فاعليات "الطلبة مش هتبيع" الذي تم بجامعة حلوان، إلا أن الطلاب تمت مطاردتهم بعد انتهاء اليوم الدراسي من قبل الداخلية وفقا لشهادة عبد الرحمن زيدان أحد الطلاب الذين تم مطاردتهم وألقى القبض عليه مؤخرًا بعد اقتحام منزله. وأكد وسام البكري، طالب جامعة حلوان، مطاردته من قبل قوات الأمن التي اقتحمت منزله أكثر من مرة، بجانب اقتحام منزل زميله معاذ سيد في نفس التوقيت، وفقا لأوامر ضبط وإحضار صدرت عقب التحقيق الإداري بالجامعة الذي تم معهم.