أثارت الحملة الأمنية الموسعة التي داهمت عددًا من المقاهي والمنازل بمنطقة وسط البلد وشبرا وشملت عدة محافظات، وأسفرت عن اعتقال الكثير من الشباب في ال48 ساعة الأخيرة، استنكار نقابة الصحفيين وعدد من الشخصيات السياسية والحقوقية الحملة الأمنية، الذين وصفوها بالحملة الشرسة لمناهضة الدعوات التي أطلقت للتظاهر في ذكرى تحرير سيناء لرفض اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية. وحذرت «الحملة الشعبية لحماية الأرض» من عواقب حملة الاعتقالات التي يمكن سوى أن تزيد من الاحتقان والغضب لدى قطاعات واسعة من المواطنين، المتمسكين بالدفاع عن أرضهم وبالوسائل السلمية في التعبير عن الرأي على حد تعبيرهم. وأكدت الحملة عبر بيانها أن الاحتجاجات التي شهدتها مختلف المحافظات المصرية يوم الجمعة 15 أبريل، لم تشهد أي عمليات تخريب أو احتكاك مع أجهزة الأمن، وأشارت إلى أن الأجهزة هي التي بادرت بملاحقة الشباب وحبسهم بتهم باطلة، تتعلق بخرق قانون التظاهر، بينما الكثير منهم تم القبض عليه عشوائيًّا ومن على المقاهي. وأدانت نقابة الصحفيين عمليات القبض العشوائي التي طالت عددًا من الصحفيين، كما أدانت عودة ظاهرة زوار الفجر ومداهمة منازل عدد من الصحفيين فجرًا، دون سند من قانون وترويع ذويهم. وأكدت النقابة في بيانها أن ما جرى مع الزملاء خلال الفترة الأخيرة يستوجب وقفة جادة وحاسمة لوقف الانتهاكات بحق المصريين عمومًا، وفي القلب منهم الصحفيين، فعودة الدولة الأمنية وإطلاق يد الأجهزة في التعامل مع أصحاب الرأي المختلف سيدفع ثمنه الوطن بكامله. وطالبت النقابة أجهزة الأمن بالتحقيق الجاد والفوري، في واقعتي القبض العشوائي، على زملاء صحفيين من على أحد المقاهي، ومداهمة منزلي الزميلين عمرو بدر ومحمود السقا فجرًا. وأكد مصطفى ماهر، عضو المكتب السياسي لحركة شباب 6 إبريل، أن النزول يوم 25 أبريل، وبعد الهجمات الأمنية التي حدثت على مدى اليومين الماضيين؛ لرفض بيع أرض الوطن، واجب وطني على كل مصري، مؤكدًا أن الهجمات الأمنية لم ترهبهم عن قول الحق في وجه نظام ديكتاتوري يفرط في أرض الوطن وثرواته. وأضاف ماهر أنه أصبح من الواضح أن النظام الحالي يعمل على تصفية الشباب والكيانات المنحازة للشعب وحقوقه، التي تكشف الوجه القبيح للنظام. في سياق متصل أضاف محمود عزت، عضو المكتب السياسي للاشتراكيين الثوريين، أن التظاهر يوم ذكرى تحرير سيناء الموافق 25 أبريل المقبل، ليست فقط لرفض اتفاقية ترسيم الحدود وبيع الوطن، لكن أيضًا للمطالبة بالأفراج عن الشباب الذين تظاهروا ضد بيع أرض الوطن. وأشار إلى أن حملة الاعتقالات التي حدثت على مدى الأيام القليلة الماضية، الهدف منها الترويع وكسر حالة الأمل التي عادت للشباب، بأنه مازال يستطيع، وعدم تكرار مشهد 15 أبريل مرة أخرى لأنه أصبح يهدد النظام، مؤكدًا أن النزول الآن أصبح واجبًا وطنيًّا على الكل، حتى لا يدفع ثمن ما حدث فقط من تم إلقاء القبض عليهم.