أدانت نقابة الصحفيين عمليات القبض العشوائي التي طالت عددا من الصحفيين، مؤكدة أن ماتم هو عودة لما سمته "ظاهرة زوار الفجر ومداهمة منازل زملاء صحفيين فجرا دون سند من قانون وترويع ذويهم". وقالت النقابة، في بيان أصدرته اليوم السبت، "إن ما جرى مع الزملاء خلال الفترة الأخيرة يستوجب وقفة جادة وحاسمة لوقف الانتهاكات بحق المصريين عموما، وفي القلب منهم الصحفيون". وكان مصدر أمني بوزارة الداخلية قال يوم الجمعة إن حملات أمنية استهدفت منطقة وسط القاهرة واحتجزت 40 شخصا لكن أفرج عن معظمهم وما يزال يجري استجواب 14. وحذرت نقابة الصحفيين، في بيانها، من أن الوطن كله سيدفع ثمن "عودة الدولة الأمنية وإطلاق يد الأجهزة في التعامل مع أصحاب الرأي المختلف". وطالبت النقابة أجهزة الأمن بالتحقيق الجاد والفوري، في واقعتي القبض العشوائي، على صحفيين من على أحد المقاهي ومداهمة منزلي آخرين، وقالت "لن يكون مقبولا بأي حال من الأحوال أن يتم ترويع الصحفيين، وذويهم بسبب ممارستهم لمهنتهم ". يذكر أن الآلاف تظاهروا أمام نقابة الصحفيين بوسط القاهرة يوم الجمعة قبل الماضي احتجاجا على اتفاقية ترسيم الحدود بين القاهرة والرياض التي وقعت في مطلع الشهر الجاري وقالت الحكومة إنها نقلت السيادة على جزيرتي صنافير وتيران عند مدخل مضيق تيران من مصر إلى السعودية. وفض المتظاهرون الاحتجاج لكن قالوا إنهم سيعودون مجددا للتظاهر يوم 25 أبريل الموافق عيد تحرير سيناء. وشدد النقابة على أن تقدم الوطن "لن يكون بعودة سياسات القمع والترهيب، ولكن بإطلاق الحريات العامة، وفتح المجال أمام أصحاب الآراء المخالفة للتعبير عنها بكل حرية، وليس بمصادرة هذه الآراء أو ترهيب أصحابها". وأضافت "سياسات الخوف لن تصنع أمنا، وعودة القمع لن يبني وطنًا، ولا مستقبل لنظام لا يستمع لمعارضيه ويحقق في التجاوزات التي يتم ارتكابها". ودعت النقابة الصحفيين إلى التزام الحيطة والحذر أثناء تغطيتهم للأحداث في أماكن التجمعات العامة و الشوارع. وجددت النقابة مطالبها المتكررة بالإفراج عن الصحفيين المحبوسين في قضايا الرأي و النشر ووقف الانتهاكات بحق أعضائها، وآخرها ما جرى خلال تغطيتهم لوقائع محاكمة متظاهري جمعة الأرض، وإطلاق يد البلطجية في الاعتداء عليهم تحت سمع وبصر الأجهزة الأمنية. جدير بالذكر، احتجاجات "جمعة الأرض" هي الأكبر في القاهرة منذ الاحتجاجات التي أدت إلى عزل مرسي، وردد المحتجون خلالها هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام" التي كانت تتردد أثناء ثورة يناير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك بعد ثلاثة عقود في الحكم.