«عزيزي الضيف أحمد.. بسأل عنك كل ما بضحك، بس ما بيجيش الرد، كل ما بلمح حد واصلك، أجري له القاه يتشد، بيني وبينك عندك أحسن، أروق، أنظف، لولا الرب علينا بيلطف، كنا زمانا بناكل بعض».. هذه الكلمات كتبها الشاعر عصام عبد الله، وغناها الفنان سمير غانم، بعد فارق الضيف أحمد الحياة، تاركًا مصير فرقة «ثلاثي أضواء المسرح» معلقًا في الهواء.. فرفض سمير غانم وجورج سيدهم أن يحل أحد محله.. فانتهت الفرقة وصار كل منهما يعمل بمفرده. استحق الضيف أحمد لقب «ابن موت».. اللقب الذي يطلقه المصريون على الشخص النابغ في موهبته.. كما لم يخطئ والداه حينما أسموه «الضيف» فقد كان ضيفًا خفيف الظل على الحياة، فرحل وهو في عمر الرابعة والثلاثين. بساطة المضمون وخفة الظل وحضوره الطاغي، كل هذه المكونات دخل بها الضيف أحمد إلى عالم المسرح، وأصبح ساحر الكوميديا، فرسم البسمة على وجوه من يشاهده ويسمعه، فبدأ حياته الفنية كأحد أعضاء فرقة ثلاثي أضواء المسرح، بالاشتراك مع الفنانين سمير غانم وجورج سيدهم، وظهرت موهبته في التمثيل وهو لا يزال طالبًا، فحصل على عدة جوائز عن الأدوار التي أداها على مسرح الجامعة، وأيضًا عن إخراجه عدة أعمال من روائع المسرح العالمي. قدم الضيف أحمد عددًا من الأفلام السينمائية الناجحة، جاء في مقدمتها «القاهرة في الليل» عام 1963 و«آخر شقاوة» عام 1964م، و«المشاغبون» عام 1965م، و«30 يوم في السجن» و«المجانين الثلاثة» عام 1970م، استطاع أن يترك بصمة متميزة في تاريخ السينما المصرية رغم حياته القصيرة. جاءت وفاة الضيف أحمد في مفارقة عجيبة مع القدر، حيث إنه بعد دقائق من البروفة الأخيرة لمسرحية «الراجل اللي جوز مراته»، وهي المسرحية التي كان يؤدي بها دور رجل ميت في آخر مشاهدها، ويضعه الحانوتي في صندوق، وبعد انتهاء البروفة الأخيرة للمسرحية عاد إلى منزله، شعر بالإرهاق، وضيق في التنفس، ونقله الجيران إلى مستشفى العجوزة، حيث فارق الحياة متأثرًا بسكتة قلبية، يوم 16 أبريل عام 1970م.