برك صرف صحي تنتشر في الشوارع، ومستنقعات تحوي حشرات وثعابين وحيوانات ضالة.. ومنازل متهاوية على وشك الانهيار.. وفشل كلوي ينهش في الأجساد.. هذا هو حال قرية فنارة، التي غابت عن ذاكرة المسؤولين وعن ضمائرهم. "40 ألف مواطن أبسط حقوقهم بيئة نظيفة خالية من الأمراض وكوب ماء يصلح للشرب، ولكن المسؤولين بالإسماعيلية أعينهم لا ترى القرى، وآذانهم لا تسمع الاستغاثات".. هذا ما بدأ به محمد البحيري حديثه ل "البديل"، لافتًا إلى أن محطة الصرف الصحي التي توجد أعلى فنارة هي السبب في أزمتهم؛ حيث تتسرب منها مياه الصرف الصحي، وتملأ القرية؛ ما جعلها لا تصلح للحياة الآدمية. وقال أحمد زغلول إن محطة الصرف الصحي تعلو حوالي 6 أمتار عن القرية، ما أدى لتسرب الصرف الصحي بالقرية وحول المنازل، وتسبب في أن تحقق القرية أعلى نسبة للفشل الكلوي في الإسماعيلية، حتى إن جميع الأطفال مرضى، وتابع أنهم بعد الاستغاثات المستمرة، والتي لم تجد من يلتفت إليها، قدموا شكوى في النيابة العامة ضد المحافظ ووزير الإسكان ورئيس شركة المقاولين العرب ورئيس القابضة للمياه. وأكد علاء السيد، أحد أهالي القرية، أنهم ناشدوا رئيس القرية وجميع المسؤولين لحل الأزمة، ولكن دون جدوى، وكشف "علمنا أن المحافظ كان من المقرر أن يفتتح أحد المراكز، وعندما عرف أنه في قريتنا، رفض القدوم". وأضاف السيد "نعاني منذ 3 سنوات، وبعد الشكاوى، ركبوا لنا من سنة مواسير صرف، ولكنها 6 بوصة. قرية بحجم 40 ألف مواطن يتركب لها مواسير 6 بوصة؟! دا لو حد رمى ورقة، المواسير هتتسد"، وتابع "مياه الصرف الصحي تسربت من البيارة لأسفل المنازل، وأغرقت الشوارع، مما يهدد المنازل بالانهيار، وهو أمر على وشك الحدوث بالفعل، بعد أن تأثرت عدة منازل بتلك المياه، خاصة الواقعة خلف مكتب بريد فنارة، فضلًا عن المنازل التي غمرت المياه أدوارها الأرضية". ومن جانبه أوضح اللواء ياسين طاهر، محافظ الإسماعيلية، أنه أمر شبكة المياه والصرف الصحي بتشكيل لجنة؛ لمعرفة أسباب المشكلة، وتوصلت إلى أن الطفح بسبب طرنشات الأهالي، وأنه يتم التنسيق لبيان الأسباب وإصلاحها، بالإضافة لتوسيع قطر مواسير الصرف؛ لتناسب الأعداد الكبيرة للأهالي.