يبدو أن مأساة جسر الصف وغرق منازل قري بأكملها قد يتكرر مرة أخري بسبب مياه الصرف الصحي التي تسبح فوقها 4617 قرية و30 ألف تابع علي مستوي الجمهورية. طرنشات تلك القري باتت تمثل كارثة صحية وبيئية بعد أن امتلأت وتشبعت ورفعت مستوي الماء الأرضي إلي أكثر من متر ونصف ولم تعد سيارات الكسح كافية لتخليها من المأساة ولم يعد الأهالي قادرين علي تحمل نفقاتها الأسبوعية وربما اليومية. الغريب أن التكلفة الفعلية لتخليص القري من مشاكل الصرف الصحي المتراكمة منذ سنوات تصل إلي 80 مليار جنيه فقط في حين تصل تكلفة علاج الأمراض الناتجة عن مياه المجاري لأضعاف هذا المبلغ ورغم ذلك تكتفي الحكومة بدراسة الخطط والآليات والتكاليف دون التنفيذ الفعلي للمشروعات. يقول عصام دراج مدير مدرسة قرية شبلنجه ببنها عدم وجود شبكة صرف صحي في القرية أدي إلي زيادة معاناة الأهالي بسبب تكاليف رفع مخلفات الصرف في ظل غلاء الأسعار فتكلفة الرفع تصل إلي 40 جنيهاً في اليوم الواحد ويتم الرفع كل يوم وبحسبه ويضطر المواطن إلي أن يقتطع من دخله 1200 جنيه كل شهر للتخلص من مياه المجاري فقط. انتشار الأمراض يضيف إبراهيم عيسي وكيل مدرسة أخطر الأمراض المنتشرة في القرية الناتجة عن تلوث مياه الشرب واختلاطها بمياه الصرف الصحي فمعظم غرف التفتيش تم بناؤها منذ زمن طويل ولا توجد أي صيانة لها وينتج عن ذلك تسرب مياه الصرف للتربة ومنها إلي مواسير مياه الشرب المتهالكة مما يؤدي إلي انتشار الأمراض مشيراً إلي أن القرية يقطنها أكثر من 10 آلاف نسمة وقد تم جمع تبرعات. يري محمد علي موظف أن انتشار أمراض الكبد والفشل الكلوي ناتج عن إلقاء مخلفات الصرف الصحي في الترع والمصاريف وتلوث مياه الري والشرب لعدم اهتمام الدولة بالمواطنين وفشل الادارات المحلية في ايجاد منظومة عمل لحل مشاكل الجماهير. الصرف في النيل يقول صبري عفيفي موظف منذ ما يقرب من أربعة أعوام تقرر عمل مشروع الصرف الصحي إلي قرية كفر الشيخ ووضعت الرسومات الهندسية للمشروع وادراجه في الخطة إلا أنه حتي الآن لم يتم البدء في تنفيذه بحجة عدم وجود الاعتماد المالي موضحاً أن تعداد القرية اكثر من 25 ألف نسمة يستخدمون الطرنشات التي تمثل خطورة واضحة علي المنازل لتسرب مياه الصرف في اساسات المنازل مما يهددها بالانهيار. يشير وحيد محمد إلي أن القرية تقع بالقرب من فرع رشيد واعتماد أهلها علي البيارات في تخزين مخلفات الصرف ثم رفعها عن طريق جرارات الكسح التي تلقي بها في المصارف والترع علاوة علي قيام بعض المواطنين بتوصيل مواسير الصرف إلي فرع رشيد مباشرة مما زاد من تلوث مياهه. يؤكد بركات الشيخ أن القرية تعوم علي بركة من مياه الصرف الصحي ومنازلها علي وشك الانهيار بسبب بطء الجهات التنفيذية في تنفيذ الشبكة رغم قيام الأهالي بتوفير قطعة أرض لعمل محطة رفع. يقول محمود حجازي من أهالي عزبة الأبيض مركز أبوزعبل منذ أكثر من خمس سنوات كانت العزبة تعاني من عدم وجود شبكة لمياه الصرف الصحي ويستخدم المواطنون البيارات لتجميع مياه الصرف الصحي والتخلص منها عن طريق سيارات الكسح التي تلقيها في الترع والمصارف الزراعية وبعد أن أعلنت محافظة القليوبية البدء في انشاء شبكة في القرية استبشرنا خيراً وبدأ العمل في انشاء محطة الصرف ومد شبكة المواسير في انحاء العزبة وعند انتهاء المشروع رفضت الشركة القابضة للمياه تسلم المشروع بحجة وجود إحلال وتجديد لمحطة الصرف التي ستستقبل المياه مضيفاً إلي ان العيوب الفنية ظهرت في المشروع بمجرد التشغيل التجريبي للشبكة فتسربت المياه خارجها وأغرقت الشوارع وأصبحت العزبة تعيش في برك من مياه الصرف الصحي. يوسف عبدالغفار بالمعاش يشير إلي قيام بعض الأهالي بالتوصيل العشوائي علي شبكة الصرف الصحي أدي ذلك إلي طفح المياه بمجرد قيام الشركة بمراجعة الشبكة وتطهيرها ومعالجة العيوب التي ظهرت في التشغيل التجريبي وتعديل الوصلات العشوائية. شبكة بدائية ورغم ان شارع 6 أكتوبر من الشوارع الحيوية بحي بولاق الدكرور ورغم زيادة الكثافة السكانية به إلا انه لا يوجد أي اهتمام بالمرافق خاصة شبكة الصرف الصحي التي أدت إلي غرق الشارع وإعاقة مرور الأهالي ووصلت إلي المحلات وكابلات الكهرباء التي كثيراً ما تشتعل وهذا ما يؤكده خالد سعد قائلاً: تقدمنا بعدة شكاوي لشركة الصرف الصحي ولكن دون جدوي لذلك نتمني تدخل رئيس الشركة القابضة للمياه والصرف لانقاذ الأهالي قبل انهيار منازلهم.