استمرارًا للانتهاكات الإسرائيلية وإمعانًا لخرق القانون الدولي دون النظر إلى تزايد معاناة الشعب الفلسطيني، بدأ الكيان الصهيوني في الاعتماد على سياسة جديدة لإرهاب الفلسطينين، ألا وهي هدم منازلهم ولكن هذه المرة بحجة ارتكاب أحد ساكني هذه المنازل عمليات استشهادية ضد الاحتلال، لكن الهدف غير المعلن هو تشريد وتهجير الفلسطينيين،بالإضافة إلى رصاص الكيان الصهيوني الذي ينهال يوميًا ضد الفلسطينين. بدأت أنياب جرافات الاحتلال تهدم منازلهم، حتى استفاق أهالي قرية "جنوب جنين" أمس الثلاثاء، على اقتحام قوات الاحتلال البلده فجرًا، ترافقها أربعة جرافات انهالت بمطارقها على 3 منازل كانت تأوي عائلات فلسطينين، بادعاء مقتل مجندة إسرائيلية وإصابة آخرين. وكالمعتاد تسبب عمليات الهدم إلى اشتباك الاحتلال الصهيوني مع الشباب الفلسطيني وذلك قبل أن تنسحب قوات جيش الاحتلال من البلدة مخلفًة ورائها منزلين مدمرين بالكامل، في نابلس والخليل، وفتكت الجرافات الإسرائيلية أيضًا أربعة منازل لفلسطينين ولكن بحجة مختلفة وهو عدم حيازة أصحابها على تراخيص للبناء. ورغم التقارير الأمنية الصهيونية التي تؤكد أن هدم المنازل الفلسطينية لن يؤثر على وقف العمليات الاستشهاددية ضد الإسرائيليين، إلا أن تل ابيب تظن أن هذا الإجراء سيمثل ورقة ضغط على أهالي منفذي العمليات البطولية ضد الكيان الصهيوني، وذلك من منطلق العقاب والانتقادم لكامل الأسرة التي قد تجد نفسها خلال ساعات مشردة في العراء. وتعمد الكيان الصهيوني تنفيذ سياسية هدم المنازل منذ عام 1967 تحت ذرائع مختلفة أبرزها أمنية وأخرى أن المنزل مخالفة وبدون ترخيص، أو لوقوع هذه المنازل قرب المستوطنات أو بمحاذاة الطرق الالتفافية، ومنذ ما يقارب 4 عقود ومحمكة العدو العليا تمنح الضوء الأخضر لهدم البيوت كوسيلة عقابية، وقد هدمت آلاف البيوت الفلسطينية خلال السنوات الماضية لمنفذي عمليات، أو حتى ممن اشتبه فيهم بتنفيذها، وكان ذلك أداة ضغط كبيرة على الفلسطينيين بحجة ردعهم عن أي عمليات ضد المستوطنين والجنود، لكن في التفاصيل تظهر أهدافًا أخرى وهي تهجير أصحاب الأرض وتغيير معالم الأراضي الفلسطينية حتى يتسنى لهم تنفيذ مخططهم الساعى لتهويد فلسطين. ومنذ الانتفاضة الثانية لم تتوقف هذه السياسة العقابية بشكل نهائي لكن وتيرة تنفيذها تفاوتت، إلى أن عادت إلى السطح مرة أخرى مع تزايد عمليات الطعن التي ينفذها فلسطينيون مؤخرا، والتي لم تستطيع تل أبيب التصدر لها. أكدت إحصائيات الأممالمتحدة أن قوات الاحتلال هدمت منذ بداية عام 2016 أكثر من 417 منزل في الضفة المحتلة، بما فيها شرقي القدس، ما أدى إلى تهجير 495 فلسطينياً، من بينهم 277 طفلا.