قالت صحيفة حرييت التركية إن الاجتماع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي باراك أوباما الذي طال انتظاره، جاء في وقت متأخر يوم 31 مارس، على هامش مؤتمر القمة الرابعة للأمن النووي عقب المحادثات مع نائب الرئيس جو بايدين ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري في 30 مارس. وتضيف الصحيفة أنه على الرغم من التقارير الخاصة بوسائل الإعلام الأمريكية التي استقبلت أردوغان بشكل بارد نسبيا في العاصمة واشنطن، إلا أن الرئيس التركي التقى أفضل ثلاثة مسؤولين أمريكيين في أقل من يومين، وعبر عن رأيه حول العديد من القضايا، خاصة محاربة كل أنواع الإرهاب والتطورات في سورياوالعراق. وتشير الصحيفة التركية إلى أن وسائل الإعلام الأمريكية ترى أن أردوغان سلطوي ومستبد نظرا لما تفعله حكومته ضد وسائل الإعلام الحرة والأكاديميين والمعارضين، والجماعات الحقوقية المدنية، وقد وصفت وسائل الإعلام الأمريكية أردوغان بالحاكم المستبد والراغب في توطيد حكم الرجل الواحد في بلاده على حساب تآكل الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات الأساسية. وتلفت الصحيفة إلى أن الأمر ليس غريبا نظرا لاستمرار الخلاف بين الولاياتالمتحدةوتركيا بشأن حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يقاتل ضد داعش في سوريا. وتوضح الصحيفة أن اجتماعات أردوغان مع المسؤولين الأمريكيين تأتي في الوقت الذي يشن فيه الجيش العراقي هجوما ضد داعش لتحرير الموصل، ثالث أكبر مدينة والأهم استراتيجيا، والتي تقع تحت سيطرة التنظيم الإرهابي منذ منتصف عام 2014. وترى الصحيفة أنه من غير المتوقع وجود تعاون وجهود مشتركة بين واشنطنوأنقرة بشأن داعش على طول الحدود السورية التركية على طول 98 كيلومترا، ولكن بعض التقييمات تشير إلى أن هناك تعاون تركي أمريكي، خاصة بشأن مدينة حلب في سوريا والموصل في العراق، وتأثيرهما على مصير الشرق الأوسط. وتوضح الصحيفة أن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قال إن تركيا قررت إنشاء قاعدة عسكرية تركية قرب مدينة الموصل، وألمح إلى التواجد التركي في الموصل حال تم تحرير مدينة الموصل من داعش. وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من الشكاوى الخطيرة من قبل العراق وجامعة الدول العربية وكذلك روسيا وإيران والقوى الإقليمية الأخرى، لا تزال تركيا ترغب في البقاء والحفاظ على قوتها في سورياوالعراق. وترى الصحيفة أن القاعدة العسكرية التركية في العراق هي بمثابة بداية مسيرة عسكرية جديدة لتركيا في منطقة الشرق الأوسط وما ورائه، كما أكد وزير الدفاع التركي عصمت يلماز أن أنقرة تستعد لبناء قاعدة عسكرية في قطر في غضون العامين المقبلين ونشر قوات كبيرة، وبالمثل تخطط لبناء قاعدة في الصومال. وتلفت الصحيفة إلى أن في الوقت نفسه، توقع تركيا اتفاقيات مع دول مثل السعودية والخليج في مجال الدفاع والتعاون العسكري كأساس قانوني وسياسي للأنشطة العسكرية التركية في المنطقة. وتختتم الصحيفة بقولها: بعد خيبة أمل تركيا في الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد منذ عام 2011، انعزلت البلاد عن العملية السياسية السورية، ولم تتمكن الطائرات التركية من التحليق فوق سوريا منذ 24 نوفمبر 2015، وبالتالي تظهر الدوافع والأهداف من إقامة منشآت عسكرية خارج منطقة نفوذ تركيا.