التفاصيل الجديدة عن تهديدات داعش، والتي تتضمن إمكانية استخدام الأسلحة الكيميائية واغتصاب عناصر التنظيم لفتيات صغيرات، تعد مروعة ولكن ظهر تطور آخر مزعج، وهو إنه يبدو أن أمريكا قد أضعفت أو ربما حتى خانت القوات الكردية، والتي تعد القوة القتالية الفعالة حتى الآن في الحرب ضد داعش. فالأكراد الآن يتعرضون للهجوم ليس فقط من قبل داعش، ولكن من تركيا حليفة الولاياتالمتحدة أيضا، فبينما بدا قرار تركيا الشهر الماضي بالانضمام إلى الحرب كقوة معززة للتحالف المكافح لداعش، إلا أنه من الظاهر إنه لم يكن قائماً على هدف إلحاق الهزيمة بداعش بقدر ما كان دفعة من تركيا لصد مكاسب الأكراد الأرضية الهائلة. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إن سوء التقدير الكارثي قاد الولاياتالمتحدة لتوقيع اتفاقية عسكرية مع تركيا على حساب الأكراد، حيث تستخدم واشنطن قاعدة انجرليك الجوية لشن ضربات جوية مباشرة ضد تنظيم داعش الإرهابي، على الحدود السورية، موضحة أن الإدارة الأمريكية خانت الأكراد السوريين، حليفهم الأكثر فاعلية ضد داعش. وتضيف الصحيفة أن صفقة التعاون العسكري بين واشنطنوأنقرة تستهدف الأكراد، وهو ما تريده تركيا، فهو هدفها الحقيقي، حيث الأكراد في سوريا والعراق وتركيا، مشيرة إلى أنهم يعملون ضد داعش. وتلفت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" شكل ائتلاف واسع مكون من 60 دولة، من المفترض أن يلتزموا بمكافحة تنظيم داعش، ولكن القوات الوحيدة التي تحقق انتصارات متتالية ضد داعش، وذلك خلال العام الماضي، بدعم من القوة الجوية الأمريكية، وبعدها استطاع الاكراد السيطرة على مدينة كوباني وطرد الأكراد. وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن الأكراد السوريين، هم السبب الرئيسي لقلق الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" لذلك اتجه إلى توثيق التعاون مع الولاياتالمتحدة، واستخدام قاعدة انجرليك، التي رفض استخدامها في وقت سابق. وتوضح الصحيفة أن السبب والدافع الداخلي للعمل ضد الأكراد، هو انتصاراهم في الانتخابات البرلمانية التركية في يونيو الماضي، وفقدان حزب العدالة والتنمية للأغلبية المطلقة منذ 12 عاما، مما دفع "أردوغان" لإجراء انتخابات مبكرة بعد الفشل في تشكيل الحكومة، في 1 نوفمبر المقبل. وتلفت الصحيفة البريطانية إلى أن هناك دلائل وفهم متزايد على خداع الولاياتالمتحدة من قبل الأتراك، بعد الموافقة على صفقة أنقرة. وذكرت الصحيفة أن تركيا تجهض المحاولات التي تستهدف استئصال التنظيمات الأصولية داخل سوريا، مرجحا قيام جهاز الاستخبارات التركي بإعطاء معلومات لمليشيات جبهة النصرة سهلت له هزيمة الكتيبة 30، وهي قوة أشرفت أمريكا على تدريبها لمواجهة داعش والنظام داخل سوريا. وتوضح الصحيفة ان تنظيم داعش لم يفقد زخمه، ففي 17 مايو تمكن من الاستيلاء على مدينة الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار بالعراق وبعد خمسة أيام دخل مدينة تدمر في سوريا، وفي كلتا المدينتين لم يتعرض لهجمات مضادة بشكل فعال، ولا يشعر بخطر على وجوده، مشيرة إلى أن الحملة العسكرية الأمريكية ضد التنظيم، ولم تغير الاتفاقية مع تركيا شيئا. وترى الصحيفة أن هناك سببا أقوى لعدم قدرة أمريكا على مواجهة داعش بصورة ناجحة، وهو أن الولاياتالمتحدة ومنذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر، أرادت مقاتلة تلك المنظمات من نوعية تنظيم القاعدة، ولكن من دون تعكير صفو علاقاتها مع دول حليفة مثل تركيا والسعودية وباكستان ودول الخليج.