زيارات ومؤتمرات وأحداث كثيرة شهدها الأسبوع الماضي على الصعيد الدبلوماسي، بدءًا من الأحداث المتسارعة للطائرة المختطفة من مصر وتعامل الخارجية المصرية معها، مرورًا بأزمة الطلبة المصريين المحتجزيين في السودان، وصولًا لزيارة وزير الخارجية سامح شكري لواشنطن؛ لحضور مؤتمر الأمن النووي. اختطاف الطائرة المصرية خرجت القاهرة من أزمة اختطاف الطائرة المصرية والتي حوَّل الخاطف مسارها إلى قبرص الثلاثاء الماضي دون وقوع أزمة كبرى، لكن كانت للحادث تداعيات سلبية، خاصة فيما يتعلق بالقرار الروسي الذي رفض عودة السياحة إلى مصر. ويبدو أن أزمة اختطاف الطائرة المصرية بعد تحليقها بدقائق من مطار برج العرب لم تسلم منه القاهرة، خاصة أنه أعاد إلى الأذهان حادث سقوط الطائرة الروسية في شرم الشيخ العام الماضي، والذى واجهت فيه القاهرة الكثير من الانتقادات الأمنية، ولم تسلم مصر أيضًا من حادثة الاختطاف الجديدة والتي أوحت بأن مصر غير آمنة. وطالب خبراء إعلاميون الخارجية المصرية في الحوادث المماثلة بسرعة التحرك إعلاميًّا بشكل إيجابي، وتوضيح الملابسات الحقيقية للواقعة. احتجاز المصريين في السودان تكررت حوادث احتجاز المصريين بالخارج في الفترة الأخيرة، خاصة في السودان، بين أزمات الصياديين و قضايا الاحتجاز التي انتشرت في الفترة الأخيرة ، حيث يسافر المصريون إلى السودان طالبين العلم أبو باحثين عن الرزق، لكن كثيرًا ما تتبدد الآمال داخل زنازين الحبس السودانية. في أجواء مشابهة للأحداث السابقة والتى تركزت على التضييق على الصحفيين المصريين والصياديين، امتد الأمر للتعليم وبحجة تسريب الامتحانات، ما أسفر عن احتجاز 26 طالبًا، وهو ما دفع رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل لإرسال نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين إلى السودان؛ لمتابعة أوضاعهم. وقالت مكرم "إن لقائي مع كافة الجهات المعنية بالسودان على مدى ثلاثة أيام أثمرت عن الحصول على تعهد من الجانب السوداني بالإفراج عن الطلبة خلال الأسبوع المقبل"، مشيرة إلى أنها ستزور الخرطوم مجددًا لمتابعة تلك المسألة التي تم خلالها إجراء اتصالات على أعلى المستويات بالبلدين الشقيقين؛ للتوصل إلى حل لتلك القضية؛ حفاظًا على المستقبل التعليمي للطلبة القصر. وأكدت الوزيرة أن السودان يعتبر مسألة تسريب امتحانات الثانوية بمثابة قضية أمن قومي للبلاد، موضحة أن الطلبة المصريين المتحفظ عليهم من جهاز الأمن والمخابرات السوداني تتم معاملتهم معاملة طيبة، ولكن يرى خبراء أن السودان طالما تثير قضايا مختلفة خاصة المؤثرة على الوضع المصري؛ للضغط على القاهرة في أمور ما، ويأتي ذلك بالتزامن مع تعطيل مفاوضات سد النهضة من قِبَل إثيوبيا، والتي تتحالف مع السودان في الوقت الراهن. زيارة سامح شكري لواشنطن شهدت واشنطن قمة الأمن النووي الرابعة بمشاركة نحو خمسين رئيس دولة وحكومة، حيث تتفاءل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتعديل اتفاقية الحماية المادية للمواد النووية؛ لمنع الإرهابيين من الحصول على أسلحة نووية، كما سيتم بحث التهديدات الكورية الشمالية. ورأس الوفد المصري وزير الخارجية سامح شكري، الذي قدم تقريرًا استعرض فيه الإجراءات التي اتخذتها مصر في مجال الأمن النووي، خاصة فيما يتعلق بتوفير الحماية للمواد النووية وإنشاء قاعدة بيانات للمواد النووية والمصادر الإشعاعية، ومكافحة الاتجار غير المشروع فى المواد النووية. وبعيدًا عن القمة أجرى وزير الخارجية سامح شكري العديد من اللقاءات، حيث استهل الزيارة بلقاء مع اللجنة اليهودية الأمريكية، أعقبها بلقاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، كما التقي مستشار مرشحة الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، مستعرضًا في كافة لقاءاته الرؤية المصرية تجاه العديد من الأزمات التى تواجه منطقة الشرق الأوسط، وفى مقدمتها الأزمة السورية، والوضع فى ليبيا، وجهود مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى القضية الفلسطينية، فضلًا عن العلاقات المصرية الأمريكية. وحرص وزير الخارجية خلال لقائه ب "ويندي شيرمان" مستشارة "كلينتون" على التأكيد بأن هناك رغبة متبادلة لتعزيز العلاقات المصرية الأمريكية في حالة فوز كلينتون بانتخابات الرئاسة، فضلًا عن رغبة مستشارة هيلاري كلينتون للشؤون الخارجية في الاستماع إلى تقييم وزير الخارجية للكثير من التطورات السياسية والاقتصادية التي تمر بها مصر، وعلاقات مصر الإقليمية والدولية، والوضع الاقتصادي، وجهود مصر في مجال مكافحة الإرهاب. وفي رسائل إيجابية بين مصر وأمريكا شهدت الزيارة العديد من التصريحات التي تشير إلى تجاوز أزمة قضية التمويل الأجنبي، حيث أكد شكري أهمية العلاقات المصرية الأمريكية، مشيرًا إلى إمكانيات وقدرات الولاياتالمتحدة على دعم مسيرة مصر بشكل إيجابي من الناحية الأمنية والاقتصادية؛ للارتقاء بكثير من احتياجات المواطن المصري. فيما شدد وزير الخارجية الأمريكى على التزام بلاده بمساندة مصر، وقال ل «شكرى»، خلال اللقاء: «من مصلحتنا ألا نتخلى عن دعمكم فى جميع المجالات».