تدور منذ مطلع مارس مفاوضات بين حركتي حماس وفتح الفلسطينيتين، بدأت بتوجه وفد رفيع المستوى من حركة حماس إلى القاهرة، دون أن يتم الإعلان عن أي تفاصيل حينها. ولكن بحسب مسؤولين، فإن توجه الوفد للقاهرة كان بمثابة استدعاء لهم؛ للضغط على الحركة؛ لتحريك ملف المصالحة المتجمد منذ فترة طويلة. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس على علم بمجريات الأمور من خلال اتصالاته مع الجانب المصري، كما أن وفد حركة فتح لديه كامل الصلاحيات للوصول لاتفاقيات مع حماس، تكون قاعدتها تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية بعد ستة شهور من تشكيل الحكومة، وهو ما تم الاتفاق عليه بالفعل في الجولة الثانية من التفاوض بالدوحة. وفي هذا السياق أكد زياد الظاظا، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن مباحثات الدوحة ما زالت مستمرة، وقد يحتاج الأمر للعديد من الجلسات المتتابعة لحل المشكلات الشائكة بين الحركتين؛ للوصول للمصالحة التي تسعى حركته من خلالها للتخفيف عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والذي يؤثر الانقسام عليه بكافة الأشكال السلبية. مشيرًا إلى أن الحوارات الجارية تطرقت لنقاط لم يتم الاتفاق عليها سابقًا بين الحركتين. ولفت الظاظا إلى أن حركته تسعى بكل جهدها للمصالحة وإنهاء الانقسام، متمنيًا أن يسلط الرئيس عباس الضوء على ملف المصالحة والسعي الدءوب لإنهائه؛ من أجل تحقيق الوحدة الوطنية وتعزيز الانتفاضة المستمرة منذ أكتوبر الماضي، وصون كرامة الإنسان الفلسطيني. وأوضح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، محمد أشتية، في حوارات صحفية، أنه يتم مناقشة جميع القضايا العالقة بين الحركتين، وهي قضايا تخص البرنامج الحكومي، إذ تصر حركة فتح على أن تكون الحكومة المشكلة خاضعة لبرنامج منظمة التحرير الفلسطينية؛ لتجنب أي عوائق وضمان مستقبلها الدولي، مؤكدًا عدم وجود خلافات بين الحركتين. وأضاف عضو اللجنة المركزية أن حماس لا تمتلك إلا ثلاثة خيارات، وهي أن تتفاوض مع الاحتلال الإسرائيلي مباشرة، وهذا الخيار أثبت فشله في محاولات الحركة للتفاوض الثنائي من أجل بناء ميناء والوصول لهدنة مع الجانب الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن هذا الخيار يعزز الانقسام الفلسطيني. أما الخيار الثاني فهو التصالح مع حركة فتح، أو أن تبقى تحت مظلة إقليمية، والذي اعتبره أشتية خيارًا لا يؤتي ثماره، حيث لن توفر الدول الإقليمية مظلمة لحركة حماس في حال تعنتها ورفضها لإنهاء الانقسام. وأكد أشتية أن الخيار الأخير هو الوحيد أمام حركة حماس في الوقت الراهن، وهو القبول بالمصالحة والتوصل لحل جذري ينهي الانقسام، وذلك بوضع يدها في يد منظمة التحرير والمصالحة التامة مع حركة فتح. ويرى مراقبون أن الدور المصري حجر أساس في المصالحة الفلسطينية، بالرغم من أن المباحثات الدائرة حاليًّا تجري في الدوحة، لا سيما وأن مصر أقرب الدول إلى قطاع غزة، وتتحكم في حركة المعبر الذي يعتبر أحد أهم القضايا التي يسعى الطرفان للتوصل لحلها، وهو ما يعطي لها أهمية كبيرة في ملف المصالحة الفلسطينية. وأكد عدد من المحللين السياسيين أن الدور القطري وحده لن يكون حاسمًا في إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، إلا بتفاهمات قطرية مصرية؛ للوصل إلى النتائج المرجوة من فتح المعبر؛ للتخفيف من معاناة سكان قطاع غزة في تقييد حرية تنقلهم.