قالت صحيفة جارديان البريطانية إن صناعة السياحة في تركيا تواصل معاناتها؛ نتيجة الهجمات الإرهابية في البلاد، حيث انخفضت الحجوزات الصيفية بنسبة 50% هذا العام مقارنة ب 2015، وفقًا لشركات العطلات. وتوضح الصحيفة أن أحدث تفجير انتحاري وسط إسطنبول كان في 19 مارس الجاري، وأسفر عن مقتل خمسة أشخاص، وأنه وقع بعد ستة أيام من تفجير أنقرة الذي خلف 37 قتيلًا، مضيفة أن تركيا شهدت ستة تفجيرات في الأشهر الثمانية الماضية. وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أوضح أن بلاده تعاني من أكبر موجة إرهابية في التاريخ. وتضيف الصحيفة أن عدد السياح الروس انخفض بشكل كبير إثر العقوبات الروسية ضد تركيا، بعد إطلاق النار على طائرة حربية روسية من القوات التركية في سوريا، وأثر هذا بشكل كبير على السياحة. وتلفت الصحيفة إلى أنه في يناير الماضي توقعت تركيا خسارة 4.5 مليون سائح روسي، ثاني أكبر مجموعة من السياح تستهدف تركيا، بعدما منعت روسيا السفر إلى تركيا. وتوضح الصحيفة أن صناعة السياحة تمثل 11% من الناتج الإجمالي المحلي في تركيا، وتوفر فرص عمل لأكثر من مليون شخص. ووفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية فإنه تم إغلاق مئات الفنادق، وهناك منتجعات سياحية معروضة للبيع. وفي هذا السياق قال أكين كوش، صاحب مؤسسة الأناضول للعطلات"لا يمكن إنكار أن هذا العام أحد أصعب الأعوام لتركيا من ناحية الحجوزات"، مضيفًا أن "شهري يناير وفبراير في العادة مزدحمان في تركيا، وتبدأ خلالهما حجوزات الصيف، والآن انخفضت نسبة الحجوزات 50%، وهو أمر مقلق للغاية". وتضيف الصحيفة أن المنتجعات السياحية الساحلية هي الأكثر تضررًا، حيث اختار روادها التوجه إلى وجهات أخرى، وقام المشغلون الرئيسيون للسياحة في تركيا بتحويل وجهاتهم وإقامتهم إلى منطقة غرب البحر المتوسط. وعقب كوش "أفهم أن الساحل الإسباني حاليًّا مليء بالسياح، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار هناك". وتوضح الصحيفة أن شركات سياحة أخرى تشهد تباطؤًا مماثلًا في الحجوزات، حيث قال زيكي يوجل، مؤسس مجموعة ديسكفري، والتي تقدم الجولات الثقافية في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط "لا يوجد الكثير من الحجوزات لتركيا هذا العام، والأرقام آخذة في الانخفاض بشكل كبير"، مضيفًا "وحال استمرار التفجيرات، فإن الأمر سيزداد سوءًا". وتشير الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية البريطانية رغم أنها لم تمنع السفر إلى تركيا، إلا أنها لا تزال تحذر من السفر إليها، خاصة المناطق القريبة من الحدود الجنوبية الشرقية مع سوريا والعراق.