يقف المئات من المصريين في طوابير طويلة أمام مقر شركة الأدوية على كرنيش النيل بمنطقة الساحل؛ في محاولة لاقتناص علبة لبن أطفال مدعم؛ لاختفائه من الصدليات، وسيطرة السوق السوداء عليه، بعدما قررت وزارة الصحة تخفيض حصة ألبان الأطفال من 23 مليون علبة العام الماضي، إلى 13 مليونا فقط هذا العام. كشف مصدر بوزارة الصحة – فضل عدم ذكر اسمه- أن هناك مافيا تستفاد من التضارب الموجود بالوزارة، وأن بعض شركات استيراد الألبان أصحاب المصلحة في تأخير المناقصة الجديدة حتي يستطيعوا تحقيق أرباح أكبر. وأضاف المصدر ل«البديل»، أن هذه المجموعة تعد صاحبة قرار خفض الكمية المستوردة من الخارج، ما تسبب في الأزمة الحالية، مؤكدا أن المناقصة الجديدة لن تتم قبل 5 أشهر. وقال الدكتور محيي عبيد، نقيب الصيادلة، إن الحكومة تتحمل جزءا كبيرا من الأزمة؛ بعدما رفضت إنشاء مصنع لإنتاج الألبان في مصر، بدلا من استيرادها والقضاء علي الأزمة بشكل جذري؛ خاصة أننا نستورد سنويا بما يتجاوز المليار جنيه من دول مختلفة، في حين أن تكلفة إنشاء المصنع لا تتجاوز 100 مليون جنيه وتنتهي الأزمة. وأَضاف عبيد أن دعم الدولة غير كافٍ للبن الأطفال، والذي يمثل فقط 25 مليون عبوة شهريا، في حين أننا بحاجة إلى نحو 60 مليون علبة؛ في ظل ارتفاع أعداد المواليد بشكل مستمر، لافتا إلى إلغاء صفقة ألبان خلال الفترة الماضية؛ لأنها غير مطابقة للمواصفات العالمية، ما ضاعف من حجم الأزمة ورفع سعر علبة اللبن في السوق السوداء حتى وصلت إلى نحو 90 جنيها. وأوضح الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن أزمة ارتفاع الدولار ساعدت على تفاقم الأزمة؛ خاصة أن 80% من احتياج المواطنين من الألبان مستوردة. وعلى الجانب الآخر، قال الدكتور سيد الشاهد، مساعد وزير الصحة للشؤون الإدارية، إن الأزمة في طريقها للحل؛ بعد أن يتم اعتماد المناقصة الجديدة، التي تمت خلال الأسبوع الماضي، مؤكدا وجود مخزون من لبن الأطفال في الوزارة يكفي لمدة 4 أشهر مقبلة.