عاد الكاتب علاء الأسواني للظهور بعد غياب عن الساحتين الثقافية والسياسية، من خلال حفل توقيع كتابه الجديد «من يجرؤ على الكلام؟» الصادر عن دار الشروق، مساء الأحد الماضي، وسط حضور كبير شهده الحفل، من النخبة السياسية والثقافية كالدكتور عماد أبو غازي، وزير الثقافة الأسبق، والدكتور مصطفى حجازي، مستشار رئيس الجمهورية السابق، وسيد محمود، رئيس تحرير جريدة القاهرة. وأشار الأسواني، خلال الحفل، إلى تراجع حرية التعبير للخلف، في ظل ماكينة الإعلام المصري التي تشوه ثورة 25 يناير، وترمي المختلفين بالباطل وباتهامات مثل العمالة والخيانة. وعن إقالة المستشار أحمد الزند، وزير العدل السابق، قال إن الإقالة دليل على أن الثورة مستمرة، وأن الرأي العام ضاغط بقوة، وله كلمة مسموعة. ويقدم الأسواني مجموعة مختارة من المقالات التي كتبت في الفترة من أبريل 2013 حتى يونيو 2014، وهي الفترة التي واكبت كثيرا من الأحداث السياسية، بداية من تصاعد الاحتجاجات الشعبية على حكم الإخوان، مرورا بأحداث 30 يونيو 2013، وما تبعها من اتفاق 3 يوليو، الذي تم على أساسه عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وتعيين رئيس المحكمة الدستورية آنذاك، خليفة له، وحتى انتخاب الرئيس السيسي خلفا لهما، بنسبة فوز ساحقة على منافسه حمدين صباحي، وفقا لما أعلنته لجنة الانتخابات وقتها. ويناقش الأسواني في أول مقالات الكتاب بعنوان «أن تكون مفوضا من الله»، فكرة محورية طرحها كل المفكرين بلا استثناء في عهد الإخوان، وهي كيف تزعم الجماعة أنها تمثل الدين، وقياداتها تكذب باستمرار، ويخونون العهد دوما، ويتواطأون من أجل تحقيق مصالحهم حتى لو كان الثمن دماء الشهداء وسقوط الدولة نفسها. ويؤكد الأسواني في مقاله، الذي ذيله بجملة «الديمقراطية هي الحل» بأن التاريخ يعلمنا أنه لا أمل في التفاهم مع متعصبين دينيين يعتبرون أنفسهم أدوات الله لتحقيق إرادته، كما أنه لا جدوى من الكلام والمفاوضات، فالحل يكمن في الضغط حتى يتم إسقاط هذا النظام الفاشي، وطالب الأسواني بانتخابات رئاسية مبكرة، وإقالة النائب العام غير الشرعي، ومحاكمة المسؤولين عن القتل والتعذيب، وأولهم محمد مرسي ووزير داخليته الجلاد محمد إيراهيم. كتب الأسواني هذا المقال في 1 أبريل 2013، أي قبل شهرين فقط من أحداث 30 يونيو، التي كتب قبل أسبوع واحد منها مقالا بعنوان «انفجروا.. أو موتوا»، قائلا: «انزلوا إلى الشوارع يوم 30 يونيو ولا تعودوا حتى تنقشع الغمة غن بلادنا.. إذا تقاعستم عن هذا الواجب لا يحق لكم بعد ذلك أن تتذمروا من الظلم والهوان والقمع.. إما أن تتمردوا على حكم الإخوان أو تتقبلوا الذل الذي سيفرضونه عليكم».