ظلت الحضارة المصرية القديمة محط اهتمام العالم، وبالأخص فنانوه وعلماؤه، يبحثون عن أسرارها، ويجسدون قصصها في أعمال درامية، انبهارًا أو شغفًا بحضارة تعد من أقدم حضارات العالم، ممتلئة بالأسرار والغموض والحكمة والجمال، وستظل دائمًا ملهمة للفنانين، تشكل بالنسبة لبعضهم مادة درامية فلسفية عميقة، وبالنسبة لآخرين مادة أسطورية مثيرة، وأحيانًا مادة للسخرية والعنصرية، كما هو الحال في بعض الأفلام الأمريكية. ويبدو أن المخرج البريطاني فيليب ماكديرموت من أنصار المدرسة الأولى. أقدم «ماكديرموت» على المشاركة في مسرحية فنية تتناول حياة الفرعون المصري إخناتون، وتعرض على دار الأوبرا الوطنية الإنجليزية، حيث يركز العمل على حياة قائد يعتقد بأنه نشر أول ديانة توحيدية، كما يتناول العرض صراعًا في سوريا وثورة مضادة اندلعت في مصر. والأوبرا حسبما ذكر موقع ال «بي بي سي» تطرح عددًا من الأسئلة على الممثلين والجمهور على حد سواء، وموضوعها ما زالت تترد أصداؤه في الأحداث العالمية حتى الآن. ويقول فيليب ماكديرموت، مخرج العرض: «كوّن إخناتون ثقافته الأخرى الكاملة اعتمادًا على الشمس، واعتبرت ديانته في مرحلة معينة أول نوع يتفاعل مع النظام البيئي، وحقيقةُ أنه وضع نفسه في مركز هذا الشيء وعلاقته بالشمس جعلته شخصية متشددة للغاية». وتابع ماكديرموت قائلًا: رغم أن الشمس كانت جزءًا من الدين قبل ذلك الوقت، فإنها جزء من عالم متعدد الآلهة، لذا يعد ذلك بمثابة انتقال من كل هذه الآلهة الاستثنائية المختلفة التي نعرفها من اللغة الهيروغليفية المصرية». وأضاف: «كان غريبًا أن يغيّر ثقافة بدت مجسدة بصريًّا، فعلى سبيل المثال وَضْعُ تماثيل لنفسه ولأسرته وهو معهم كان شيئًا مختلفًا للغاية عما ألفناه في فن رسوم الأيقونات المصرية». بنى إخناتون مدينة جديدة، وكرسها للمعبود آتون، إله الشمس، ونظرًا لكونه شخصية في تاريخ مصر القديمة «فإنه شخصية قوية جدًّا لكتابة أوبرا عنها»، حسبما قال ماكديرموت، الذي عبر هو ودار الأوبرا عن الأمل في أن تترجم هذه القوة في صورة مبيعات قوية في شباك التذاكر. وقصة إخناتون هي الثالثة ضمن ثلاثية غلاس لعروض الأوبرا التي تتناول شخصيات تاريخية، إذ سبق وتعامل ماكديرموت مع دار الأوبرا الوطنية الإنجليزية وقدم عرض «ساتياجراها» عن المهاتما غاندي و«أينشتاين على الشاطئ».