تعرض دار الأوبرا الوطنية الإنجليزية إنتاجًا جديدا لأوبرًا فيليب جلاس والذي تتناول حياة الفرعون المصري أخناتون، وهي القصة الثالثة ضمن ثلاثية جلاس لعروض الأوبرا التي تتناول شخصيات تاريخية، إذ سبق وقدم عرض "ساتياجراها" عن المهاتما غاندي، و"آينشتاين على الشاطئ"، حسب تقرير بثته بي بي سي. وأشار التقرير إلى أن العمل يركز على حياة قائد منعزل لا يؤمن إلا بفكره، يُعتقد بأنه نشر أول ديانة توحيدية، كما يتناول العرض صراعًا في سوريا وثورة مضادة اندلعت في مصر؛ والأوبرا تطرح عددًا من الأسئلة على الممثلين والجمهور على حد سواء، و"موضوعها مازال تترد أصداؤه في الأحداث العالمية حتى الآن" حسب التقرير الذي نقل عن فيليب ماكديرموت، مخرج العرض قوله "كوّن أخناتون ثقافته الأخرى الكاملة اعتمادًا على الشمس"، مُضيفًا أن الفرعون الذي حكم في القرن الرابع عشر قبل الميلاد لمدة 17 عامًا وهو والد الفرعون الذهبي "توت عنخ آمون" اعتبرت ديانته في مرحلة معينة أول نوع يتفاعل مع النظام البيئي، وحقيقة أنه وضع نفسه في مركز هذا الشيء وعلاقته بالشمس جعله شخصية متشددة للغاية "ورغم أن الشمس كانت جزءًا من الدين قبل ذلك الوقت، فإنها جزء من عالم متعدد الآلهة، لذا يُعّد ذلك بمثابة انتقال من كل هذه الآلهة الاستثنائية المختلفة التي نعرفها من اللغة الهيروغليفية المصرية" وأشار إلى أنه كان غريبًا أن يغير ثقافة بدت مجسدة بصريًا "فعلى سبيل المثال وضع تماثيل لنفسه ولأسرته وهو معهم، كان شيئًا مختلفًا للغاية عما ألفناه في فن رسوم الأيقونات المصرية." ويعتبر تجسيد شخصية أخناتون أول عمل بإنتاج بريطاني كامل للأوبرا منذ عام 1987، لكنه - حسب بي بي سي- يأتي في وقت لا تبتسم فيه الآلهة برفق لدار الأوبرا، فمجلس الفنون التابع له الدار خفض ميزانيته بواقع 4.8 مليون جنيه استرليني في عام 2014، كما نشب خلاف مع جوقة دار الأوبرا بشأن الأجور وواجه العمل أزمة، بعد أن أعلنت جوقة الفرقة أنها سترفض الغناء في الفصل الأول من العرض الأخير، وشكلت كل هذه الأمور ضغوطًا على ماكديرموت، لكن في حديثه قبل إعلان الجوقة إضرابها، كان المخرج مطمئنا للتحديات التي تواجه إنتاج الأوبرا خلال خلاف القطاع.