(تقديم) "الرئيس منصور" المقصود في هذا المقال ليس الرئيس السابق المستشار عدلي منصور (د. جيكل)، وإنما قرينه المعاكس (مستر هايد) المستشار أيضا مرتضى منصور، كلاهما (مستشار مع الفارق)، وكلاهما (منصور مع الفارق)، الأول هادىء، متزن صموت، حسن اللفظ، لا يميل للأضواء، والثانى سريع الغضب، متسرع، جهير الصوت، سليط اللسان، عاشق للأضواء. "منصور الأول" اختارته الأقدار رئيساً لمصر في مرحلة حرجة من تاريخها، و"منصور الثاني" لا يخضع للأقدار، لذلك طمع في الاستحواذ (النفسي) على لقب "قرينه الطيب"، ليس فقط كرئيس لمصر، بل كرئيس للرئيس، وقد جرب ذلك مرة بعد مرة، فلما تأخر الرد (والردع) ولم يجد من يرده طغى وبغى. 1- في بدايات ثورة يناير كان "منصور الثاني" ناشطاً في تجمعات "آسفين ياريس"، وقيادياً في تحركات الفلول بمحيط "ميدان مصطفى محمود". 2- بعد التنحي حاول "منصور الثاني" أن ينتسب لثورة يناير، وادعى أنه من صناعها، وأنه يحمل جنسية "التحرير" وليس "مصطفى محمود". 3- هرب منصور واختبأ بمنزل أحد أقاربه بعد أن أصبح متهماً في "موقعة الجمل". 4- بعد اتصالات سرية ظهر منصور الثاني و"بان" وعليه الأمان، وأمسك لسانه طوال فترتي المجلس العسكري والإخوان. 5- مع الإعداد لثورة 30 يونيو، بدأ يستعيد جانبا من نشاطه التقليدي كموظف كبير في "وزارة قلة الأدب". 6- بعد نجاح الثورة، استعاد نشاطه كاملا، وترشح في انتخابات نادي الزمالك وفاز برئاسته، واستعاد لياقته كاملة للعمل العام. 7- تذوق مرتضى لقب "الرئيس منصور" فبدأ فى الترويج لنفسه كمرشح رئاسى، لكنه فكر في استثمار التنازل بدلا من فضيحة عدم مقدرته على استيفاء شروط الترشح، وأعلن تنازله للسيسى "لأنه يراه جديراً بالمنصب"! 8- في أول لقاء مع السيسى رئيساً، اكتسب منصور دفعة معنوية كبيرة لأن الرئيس حرص على مصالحته مع الكابتن شوبير، في واقعة فتحت باب الانتقادات للسيسي من داخل جبهة 30 يونيو نفسها. 9- شعر "منصور الثاني" أنه "النجم المدلل" وصاحب الحظوة عند الرئيس، فتوسع في لغة السب والتهديد والوعيد، من حمدين صباحي، إلى باسم يوسف، ومانويل جوزيه، وفيريرا، ومحمود طاهر، ولميس الحديدى، وسامح سيف اليزل، وعمرو الشوبكى، حتى وصل إلى السيسي نفسه. 10- بعد أن أصبح "منصور الثاني وولده الدكر" نائبين في برلمان 30 يونيو، تطاول الأب على السيسي في تصريح معلن، بدأه بالسخرية من شائعة تقول إن الرئيس "زعل" لأنه كان يرغب في إنجاح الدكتور الشوبكى بدلا من مرتضى الصغير، وانفعل منصور المنفلت قائلاً بلهجة حادة: مايزعل، واستمر في وصلة تأنيب غير لائقة للرئيس معتبراً أن أحمد مرتضى هو رمز الشباب الوطني، والشوبكي مجرد عميل لقناة "الجزيرة"، ومعادي لثورة يونيو، بل ويصفها بأنها "إنقلاب"!. 11- لم يتعرض "منصور الثاني" للغة الردع التي يفهمها، والتي أوصلته إلى السجن في زمن مبارك لتجاوزه في حق المستشار نوفل، لذلك تمادى في الانفلات الأرعن، واستخدام تعبيرات: أنا بحذرك يا سيسي، افهم يا سيسي، سكتهم يا سيسي، معتبراً أنه الأعلم، وأن الرئيس يتصرف بأسلوب خاطئ، وهو ما ظهر مرة أخرى بعد مداخلة الرئيس التليفزيونية التي طرح فيها مبادرة الحوار مع جماعات "الألتراس"، فقد اعترض مرتضى على مبدأ الحوار، مؤكدا أن الرئيس أخطأ، وان الحوار المناسب مع هؤلاء المجرمين هو السجن، لكن هناك من زَيَّن الخطأ للسيسي، وحدد اسم الزميل ياسر رزق كواحد من الذين ورطوا الرئيس في هذه المبادرة التي وصفها قبل أن تبدأ بأنها "فاشلة"، ثم عاد يدعي الحكمة: ما قلت له.. والسيسي ماسمعش كلامي…! 12- عقب استقالة النائب المعين المستشار سرى صيام من البرلمان، تدخل "منصور الثاني" بتصريحاته المتعجرفة قائلا: قرار تعيينه غلط من الأول، واستقالته صححت خطأ الرئيس!. (ختام) "منصور الثاني" يتمادى في الإهانات، حتى وصل إلى رئيس الدولة، فهل هناك من يقدر على ضبط أداءه أو محاسبته؟، أم أن الأخلاق والاحترام مجرد مصيدة تستخدمها دولة الأشلاء لعقاب شباب صغار من أمثال مالك وشادى، بتهمة السخرية من جندي مجند، بينما تصرفات وتصريحات الحاشية شلواً شلواً، لا تغضب الرجل الذي لايغضب (على الكبار)، ولا تجرح قدسية الهيبة والاحترام؟ أظن مايصحش كده.. أظن أن الرئيس عليه أن يقولها في للاتجاه الآخر، المحبب لقلبه ولسياساته، وإذا لم يقولها ترفعاً أو لحسابات يعلمها، فلابد أن تقولها جهة ما بالقانون، أو حتى بالرسائل العباسية، ولا مانع من نصائح الأجهزة التي يفهمها "منصور الثاني" جيداً.! أما إذا لم يقلها الرئيس ولا أجهزته، فنحن سنجاملهم هذه المرة تحية لمبادرة الأخلاق العباسية، ونقولها لمن لا يجرأون على مواجهته: ما يصحش ديك أم كده يا "وزير قلة الأدب". [email protected]