شنت الصحف السودانية خلال الأيام الماضية هجومًا على إيران؛ وتأييدا للسعودية؛ لتصبح أول دولة إفريقية تتدخل في تصاعد التوتر بين الرياض وطهران، بعد تنفيذ حكم الإعدام على الشيخ نمر باقر النمر. ولم تكتفِ الحكومة السودانية بالهجوم الإعلامي، بل اتجهت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران تمامًا، وشاركتها جيبوتي والصومال نفس الموقف. وأبرزت الأزمة الأخيرة بين الرياض وطهران سرعة تدهور العلاقات بين إيران والسودان، رغم أنهما كانتا حليفتين عسكريتين قويتين في فترة التسعينيات ومطلع القرن الحالي، حيث كانت إيران تقدم السلاح والتدريب لعدد من الدول الإفريقية، منها السودان. في التنافس الدائر الآن بين إيران والسعودية تتضامن الخرطوم مع المعسكر السعودي، كما أن قواتها جزء من العدوان العسكري الذي تقوده السعودية ضد اليمن. لكن رغم ذلك تعتبر السودان قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران غير كافٍ؛ لأنها تريد إظهار ولائها للمملكة الخليجية. ويرجع البعض ذلك الموقف إلى معاناة اقتصاد السودان، منذ انفصال الجنوب الغني بالنفط عنها عام 2011؛ لذلك تأمل الخرطوم أن تكون السعودية داعمًا قويًّا لها في إعادة بناء اقتصاد السودان. الصومال أيضًا في حاجة ماسة للاستثمارات، بعد مرور أكثر من عقدين على الصراع الذي دمر البلاد، بما في ذلك التمرد الحالي، وعمليات حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة. واعتبر البعض اعتقال السلطات الصومالية مؤخرًا لإيرانيين تحذيرًا لإيران، لا سيما وأن التهم التي وجهت لهم هي محاولة نشر المذهب الشيعي في بلد غالبيته العظمى مسلمون سُنَّة. وعلى ضوء محاولات توسع السعودية في القارة الإفريقية تحت دعوى محاربة الإرهاب، لم يكن غريبًا أن تعلن السعودية عن تحالف إسلامي يضم 34 دولة لمحاربة الجماعات الإرهابية؛ فالهدف النهائي من وراء هذا التحالف كسب أكبر عدد ممكن من الدول العربية والإفريقية لصالح الحشد السعودي ضد إيران. كما دخلت السعودية وإيران في منافسة حامية على كسب ود نيجيريا، الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، التي بها أكبر نسبة مسلمين في القارة، وتعتبر دولة غنية بالنفط، لكن من غير المرجح أن تنحاز نيجيريا لأحد الطرفين. وشهدت نيجيريا خلال الشهر الماضي اعتداءات لقوات الأمن ضد أعضاء الحركة الإسلامية في نيجيريا، ووفقًا لجماعات حقوق الإنسان قُتِل نحو 300 عضو تابعين للحركة على أيدي الجيش؛ بدعوى محاولة اغتيال رئيس أركان الجيش النيجيري. الرئيس النيجيري محمد بخاري تعامل مع الحادث بذكاء شديد، وصدرت عنه تصريحات، قال فيها: إننا لا نريد أن نزيد من حدة التوترات الطائفية، خاصة وأننا نقاتل جماعات إرهابية أبرزها بوكو حرام المرتبطة بتنظيم داعش.