قالت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، إن العقوبات الروسية على تركيا أثرت على السياحة التركية، وشركات البناء والصادرات الغذائية، وسط خلاف مرير بشأن الصراع السوري، فقد كانت ردة فعل الكرملين غاضبة لإسقاط أنقرة مقاتلة حربية روسية على الحدود السورية مع تركيا في نوفمبر الماضي. وتضيف الإذاعة، أن روسيا قد حظرت استيراد الفواكه والخضروات والدواجن والموالح التركية، بالإضافة إلى تعليق الرحلات السياحية الروسية السفر إلى تركيا، حتى أن شركات البناء التركية لم تحصل على إعفاء من هذه العقوبات، وأصبح هناك قيود على المواطنين الأتراك العاملين بالشركات الروسية، كما أن موسكو علقت العمل بخط أنابيب البحر الأسود الجديد الذي سيزود صادرات الغاز الروسي إلى تركيا. ومن جانبه، يقول الخبير الاقتصادي أرهان اسلنجلو: إن العقوبات الروسية لها تأثير على الاقتصاد التركي بالمدى القصير، ولكن على المدى المتوسط ستتعافى تركيا، كما يتوقع أن تكلفة هذه العقوبات هي خسارة أنقرة على الأقل 10 مليار دولار. وتشير الإذاعة، إلى أن الروس منذ فترة يتجهون إلى المنتجعات التركية المطلة على البحر المتوسط، لقضاء العطلات، فخلال عام 2014، ذهب نحو 3.3 مليون زائر روسي إلى تركيا. ويرى اسلنجلو، أن تركيا تخاطر بفقدان 3.5 مليار دولار سنويا من الدخل السياحي الروسي، و4.5 آخرين بسبب إلغاء مشاريع البناء، ولكنه لا يتوقع وقف صادرات الغاز الروسي لتركيا، حيث تعتمد أنقرة على 55% من احتياجتها السنوية على الغاز الروسي، موضحًا أن حال قررت موسكو تأجيل أو تأخير صادرات الغاز الطبيعي لتركيا، سيكون بالتأكيد هناك أثر خطير على الاقتصاد التركي، ولكن لا أتوقع مثل هذا التغير الكبير. وتوضح الإذاعة، أن في حي لاليلي أشهر أحياء صادرات الملابس في اسطنبول، يشكو أصحاب المتاجر من تراجع التعامل مع روسيا، بعد إسقاط أنقرة للطائرة الروسية في نوفمبر الماضي، فيقول حسن ايرين، مصدر سترات جلدية: 80% من زبائننا من الروس، وخلال شهرين نواجه احتمالات بالإفلاس حال لم يعد الروس لسوق العمل. وتلفت الإذاعة، إلى أن وزارة الزراعة التركية أكدت أن حظر روسيا استيراد الغذاء التركي يعني خسائر تقدر بنحو 764 مليون دولار، وتضيف أن الطلاب الأتراك والروس الحاصلين على منح التبادل الثقافي دعوا الرئيسان لإنهاء الشجار القائم بين البلدين. وفي هذا السياق، قالت وكالة سبوتنيك الروسية، إن في تركيا يتوقع الاقتصاديين ورجال الأعمال أن العقوبات الروسية على أنقرة سوف تتسبب في تباطؤ النمو الاقتصادي في البلاد. وتؤكد الوكالة، أن حادث إسقاط أنقرة للطائرة الروسية تسبب في الكثير من التغيرات بين البلدين، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية وحظر استيراد المواد الغذائية التركية، وابتعاد السياح الروس عن قضاء ليلة رأس السنة في تركيا وقضاء عطلة عيد الميلاد، وابتدأً من 1 يناير، لن يسمح الروس بتوظيف الأتراك. وترى صحيفة توداي زمان التركية، أن خلال عام 2016، ستواجه تركيا مشاكل في العملة الأجنبية، بسبب الخسائر الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الروسية، خاصة أن احتمالات المصالحة القريبة ليست واردة.