انتظار وترقب شديد يعيشه الكيان الصهيوني، خاصة بعد الكلمة التي ألقاها الأمين العام لحزب الله «حسن نصرالله» في الساعة الثامنة والنصف من مساء أمس، حيث ترقب العدو أن تُظهر الكلمة بعض من ملامح خطة الحزب وسبل رده على اغتيال أحد أبرز قادته، فيما تخوف البعض من أن يكون وسط كلمته ضوء أخضر وإشارة بدء رد فعل المقاومة على الجريمة الإسرائيلية. نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية، تقريرا لها أمس حول كلمة نصر الله وتعقيبه على اغتيال القيادي سمير القنطار، مؤكدة أن انتظار هذه الكلمة وتدبرها جيدا أمر لابد منه حتى يمكن رسم ملامح رد حزب الله على اغتيال أحد قياداته في سوريا، لا سيما أنه قبل أشهر تم اغتيال جهاد مغنية، ومن قبله في عام 2008 تم اغتيال القيادي البارز «عماد مغنية». توقع سيناريوهات الرد التصعيد الذي أعقب عملية اغتيال القنطار فتح الباب أمام سيناريوهات رد حزب الله على الجريمة الإسرائيلية، حيث رأى البعض أن حزب الله بدأ بالفعل الرد على ما فعلته إسرائيل، فيما رأى آخرون أن الحزب سيتريث ويخطط جيدًا لضربة واحدة يقتص بها من الاحتلال الصهيوني، وقال البعض إن رد فعل حزب الله لن يأت قبل حديث الأمين العام للحزب وتعهده بالثأر للشهداء. أول السيناريوهات اتجهت إلى قيام الحزب بشن هجمات جوية على إسرائيل واستهداف جيشها، ليوقع أكبر عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش الصهيوني، مثلما فعل بعد اغتيال تل أبيب للقيادي «عماد مغنية» عام 2008، حيث شن هجمات جوية على منطقة جبل دوف الإسرائيلي الحدودية، مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من الضباط والجنود الإسرائيليين. الاحتمال الثاني يكمن في قيام عناصر تابعة للحزب بعمليات اختطاف وأسر لبعض الجنود الصهاينة أو حتى المستوطنيين الإسرائيليين، ومن هنا تنطلق مرحلة التفاوض والمساومة بين الحزب والكيان الصهيوني. وأخيرًا ضرب المنصات الغازية في عرض المتوسط، مما يشكل كارثة إسرائيلية كبيرة يدركها حزب الله جيدًا، حيث يعتمد العدو 55% من إنتاج الكهرباء على الغاز المستخرج من البحر، أي أن استهداف هذه المنصات يؤثر سلبًا في قطاعات حيوية أخرى، مثل قطاع الطاقة. هواجس إسرائيلية تتزايد الهواجس الإسرائيلية مع مرور الوقت خاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي في فلسطينولبنانوسوريا، وهو ما يجعل الحرب بين إسرائيل وحزب الله قاب قوسين أو أدنى، الأمر الذي يؤرق إسرائيل ويدفعها إلى وضع خطط هجومية ودفاعية لمواجهة التهديدات. فقد ظهرت هذه الخطط مؤخرًا في تغييرات على مستوى طبيعة بعض المناطق الحدودية مع لبنان، حيث بدأت السلطات الإسرائيلية بإزالة بعض الغابات وشق الطرق لترصد الأبعاد العسكرية وتساعد منع تقدم مقاتلي المقاومة للسيطرة على أراض ومستوطنات في الجليل. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية مؤخرًا، إن حزب الله سيحاول بدء ما أسمتها حرب لبنان الثالثة ب1000 صاروخ، محاولاً ضرب أسراب الرقابة الجوية الإسرائيلية، وأشارت تقديرات المؤسسة العسكرية في تل أبيب إلى أن مخزون حزب الله يصل إلى أكثر من 130 ألف صاروخ، يصل بعضها إلى مسافات بعيدة قادرة على تغطية أي هدف في أنحاء الكيان الصهيوني، وأشارت إلى أن المرحلة المقبلة لتسلّح حزب الله ستشمل الحصول على صواريخ ذات مستوى دقة عالية جدًا. من جانبه، قال قائد قاعدة حيفا البحرية في جيش الإحتلال، العقيد دافيد سلامي، إن الحرب المقبلة ضد حزب الله ستكون مغايرة للحرب الماضية، إذ أن الحزب لم يكن يملك وسائل قتالية متطورة تشكل تهديدًا جوهريًا لإسرائيل في حرب 2006، أما اليوم، فباتت هذه القدرة موجودة لديه، كما أشار إلى أن الجبهة الشمالية، بشقيها اللبناني والسوري باتت موحدة في وجه إسرائيل. اعتراف بالفشل على الرغم من محاولات إسرائيل اختراق الحدود السورية وتنفيذ ضربات جوية من حين إلى آخر، بزعم أنها تستهدف خطوط إمداد حزب الله بالأسلحة من سوريا إلى لبنان، إلا أنها اعترفت مرارًا بالفشل في الحد من القدرات التسليحية للحزب، والعجز أمام نقل الأسلحة النوعية إلى الحزب، كما فشل رهان العدو الصهيوني في استنزاف قدرات حزب الله البشرية والعسكرية في الحرب الدائرة في سوريا، وهو ما يعكس فشل استخباري إسرائيلي كبير. اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن لدى حزب الله ما يزيد عن 120 ألف صاروخ وقذائف صاروخية من بينها نوع «سكود دي» القادرة على الوصول إلى أي نقطة في إسرائيل، وهو ما جعل بعض الضباط رفيعي المستوى في الجيش الإسرائيلي يتوقعون أن الحرب المقبلة مع حزب الله ستكون أقصر وأعنف، وبالتالي فإنها ستتضمن ضرب منشآت استراتيجية وقواعد الجيش الإسرائيلي واستهداف رموز الكيان. ونقل موقع واللا الصهيوني، عن ضابطة رفيعة المستوى في قسم الأبحاث بشعبة الاستخبارات العسكرية، أن حزب الله منظمة تتعلم وتطور وتبني نفسها ولديها معلمون جيدون، في إسرائيل لا يستخفون بحزب الله، الذي هو التهديد الأساسي لنا حاليًا، نحن نخوض حرب أدمغة يومية معه، وعلينا أن نفكر كما يفكر لمعرفة الخطوة المقبلة وكي لا نجد أنفسنا متأخرين. أسلحة يخشاها العدو كثرت الأحاديث الإسرائيلية في أكتوبر الماضي، حول امتلاك حزب الله صواريخ نوعية روسية جديدة، حيث قال رئيس الوزراء الإسرائيلي: إن الحزب حصل في الأشهر الستة الماضية على صواريخ من طراز إس ايه 22 المضادة للطائرات، المعروفة باسم بانتسير أس واحد، وهو نظام يدمج بين سلاح مدفعي مضاد للطائرات وقذائف أرض جو. هذه المنظومة يمكن تشغيلها في وضعيات ثابتة تمامًا، أو من على عربة مجنزرة، أو ذات عجلات تعد قصيرة المدى، لكن أهميتها تبرز بسرعة الصواريخ التي تصل إلى ألف وثلاثمائة متر في الثانية وبتعدد وظائفها، ويحمل نظام أس أيه22 مدفعًا من عيار ثلاثين مليمترًا، و22 قذيفة أرض جو تزن الواحدة منها خمسة وستين كيلوجراماً في الإنطلاق، ولها سرعة تصل إلى ألف ومائة مترًا في الثانية، أما مدى هذه القذائف فيصل إلى إثنى عشر كيلومترًا لتطال طائرات على ارتفاع منخفض كما تحوي القذيفة على الرأس الحربي المتشظي والذي يزن كيلوجرامًا، وتتضمن هذه المنظومة رادارات تعقب يمكن من خلالها كشف الهدف على مدى ثلاثين كيلومترًا وتتبعه حتى أربعة وعشرين كيلومترًا، ويتعقب الأهداف والقذائف في مرحلة الطيران. صاروخ ياخونت، يعتبر من أبرز الأسلحة التي يخشاها العدو الإسرائيلي، والتي أقر في مارس الماضي أنها باتت بحوزة حزب الله، حيث كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية أن ياخونت الروسي المتطور انتقل من سوريا إلى لبنان وبات فعليًا في حوزة حزب الله، إلا أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ظلت عاجزة عن تحديد عدد الصواريخ، وما إذا كانت محدودة أو بالعشرات، الأمر الذي يفرض على العدو تغيير استراتيجياته وإعادة تموضعه واستعداده القتالي، إزاء الحرب المقبلة مع الحزب، فهذا الطراز المعروف بدقته وقدرته على التملّص من الرادارات، يشكل تهديدًا استراتيجيًا هائلًا على قطع البحرية الإسرائيلية والمنشآت الاقتصادية لإسرائيل في عرض المتوسط، وتوجد منصات غازية ونفطية عائمة وثابتة، بالإضافة إلى ميناء حيفا والقاعدة البحرية الإسرائيلية القريبة من الميناء، وهو ما يشكل هدفًا مشروعًا للهجوم، في حالة التصعيد مع حزب الله. صواريخ اس-300، التي بدأت روسيا في توريدها لإيران مؤخرًا، شكلت أيضًا مصدر قلق للقيادة الصهيونية، وهو ما دفع رئيس الورزاء الإسرائيلي إلى زيارة روسيا في مايو الماضي لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونقل المخاوف الإسرائيلية للقيادة الروسية في محاولة لمنع توريد هذه المنظومة لسوريا أو إيران حتى لا تقع في يد الحزب.