يزعم كثيرون أن التواجد الأجنبي في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي هدفه الحماية الأمنية ومحاربة الإرهاب، لكن ملامح صراع نفوذي بين الدول الإقليمية على هذا التواجد يلوح في الأفق، لاسيما أنه يمثل فرصة للتمدد والبقاء في المنطقة لمدة طويلة، وكان آخرها القاعدة التركية في قطر، التي ترغب أنقره في التعاون مع الدوحة لإنشائها بأسرع وقت؛ لمواجهة الأعداء المشتركين لهذه الدول. رصدت «البديل» تواجد القواعد العسكرية الأجنبية في الشرق الأوسط والعالم العربي، شيدت لمواجهة تحديات الدول الإقليمية ولبسط نفوذها في الصراع الدائر بالمنطقة من زمن ليس بالقريب. *قواعد أمريكية بعد الحرب العالمية الثانية وتنامي النفوذ الأمريكي، سعت واشنطن إلى إنشاء قواعد عسكرية في الشرق الأوسط، لاسيما في دول الخليج العربي، والتي تعتبرها الولاياتالمتحدة حليفها الأول في العالم بعد دول أوروبا الغربية. الولاياتالمتحدة في الخليج «معسكر الدوحة».. اسم قاعدة عسكرية في دولة الكويت، يتمركز فيها أفراد الفرقة الثالثة الأمريكية مشاة، إضافة إلى عدد من الأفراد التابعين لسلاح الجو. وفي السعودية، يوجد أحد مراكز قيادة القوات الجوية الأمريكية الإقليمية المهمة، داخل قاعدة الأمير سلطان الجوية بالرياض، وبواقع 5 آلاف جندي تابعين للجيش وسلاح الجو الأمريكي، وأكثر من 80 مقاتلة أمريكية، واستخدمت هذه القاعدة في إدارة الطلعات الجوية لمراقبة حظر الطيران الذي كان مفروضا على شمال العراق وجنوبه إبان فترة العقوبات الدولية، كما كانت تعمل مركزا للتنسيق بين عمليات جمع المعلومات والاستطلاع والاستخبارات الأمريكية في المنطقة. وبحسب تقارير نشرت في الأعوام القليلة الماضية، انتقل منذ أواسط العام 2003، حوالي 4 آلاف و500 جندي أمريكي إلى دولة قطر المجاورة، وبقي في السعودية حوالي 500 جندي أمريكي فقط، ظلوا متمركزين فيما يعرف ب«قرية الإسكان»، وانتقل أيضا عدد كبير من القوات الأمريكية بالسعودية إلى دولة قطر، حيث انتقل 600 فرد تابعين لمركز قيادة القوات المسلحة الأمريكية من تامبا بفلوريدا؛ بدعوى الاشتراك في مناورات عسكرية كانت مقررة في نوفمبر 2003، كما توجد في قطر قاعدة العديد الجوية التي تشتمل على مدرج للطائرات يعد من أطول الممرات في العالم، واستعدادات لاستقبال أكثر من 100 طائرة على الأرض. وتعتبر قاعدة العديد مقرا للمجموعة 319 الاستكشافية الجوية، التي تضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاعية، إضافة لعدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكري وكميات كبيرة من العتاد والآلات العسكرية المتقدمة، ما جعل بعض العسكريين يصنفونها أكبر مخزن إستراتيجي للأسلحة الأمريكية في المنطقة. وتدخل البحرين ضمن الدول التي تحتضن قواعد عسكرية أمريكية، حيث مقر الأسطول البحري الأمريكي الخامس في المنامة، الذي يخدم فيه 4 آلاف و200 جندي أمريكي، ويضم حاملة طائرات أمريكية وعددا من الغواصات الهجومية والمدمرات البحرية وأكثر من 70 مقاتلة، إضافة لقاذفات القنابل والمقاتلات التكتيكية وطائرات التزود بالوقود المتمركزة بقاعدة الشيخ عيسى الجوية. وفي الإمارات، توجد قاعدة جوية ومستودعات متعددة لأغراض الدعم اللوجيستي، إضافة إلى ميناءين مهمين يطلان على مياه الخليج العميقة، الأمر الذي يبرز أهميتهما بالنسبة للسفن العسكرية الكبيرة. التواجد الأمريكي في تركيا والأردنوالعراق تستضيف الأردن على أراضيها قاعدتين لأمريكا، الأولى «الرويشد»، والثانية «وادي المربع»، كما أنها تستضيف الوحدة 22 البحرية الاستكشافية الأمريكية، كما أن تركيا تحتوي أيضًا على 9 قواعد أمريكية، «سينوب، وإنجرليك، وبيرنيك، وكارنمابردن، وأزمير، وأبلياري، وأنقرة، وسليفلي، والإسكندرونة»، بينها عدد للعمليات الجوية. ويوجد أيضا بالعراق حاليا عدد من القواعد العسكرية الأمريكية، قدرها بعض الخبراء العسكريين بحوالي 75 قاعدة، معظمها يعود للمواقع العسكرية العراقية التابعة للنظام السابق التي احتلتها القوات الأمريكية أثناء غزو العراق. *قاعدة روسية في سوريا في سوريا، يوجد قاعدة بحرية روسية، وتعد الوحيدة التي تمتلكها الأخيرة على البحر المتوسط في طرطوس، بالإضافة إلى القاعدة الجوية «حميمم»، ذات الدور الروسى الأبرز في محاربة الجماعات الإرهابية على الأراضى السورية، كما لها الفرقة 201 بطاجيكستان المهمة جدًا؛ لأنها تقع على الحدود الأفغانية وقوامها 7 آلاف و500 جندي. *قاعدة فرنسية في الإمارات دشنت فرنساوالإمارات العربية المتحدة أول قاعدة فرنسية عسكرية على سواحل الخليج العربي في عام 2009، وزار بنفسه الرئيس الفرنسي آنذاك، نيكولا ساركوزي، الإمارات، معلنًا عن تدشين أول قاعدة عسكرية فرنسية في منطقة الخليج العربي، بل وخارج الحدود الفرنسية منذ خروجها من إفريقيا، والقاعدة يعمل بها ما بين 400 و500 عسكري فرنسي في ثلاثة مواقع، هي قاعدة بحرية بميناء أبوظبي، وقاعدة جوية ستكون مقرا لثلاث مقاتلات على الأقل، إضافة إلى معسكر للتدريب على القتال في المدن وفي المناطق الصحراوية بالقرب من قاعدة جبل الظنة. * قاعدة بريطانية في البحرين بدأت البحرينوبريطانيا أعمال بناء في ميناء سلمان البحريني بالقاعدة العسكرية البريطانية، وسط توقعات بانتهاء أعمال البناء في 2016، لتبدأ في تقديم تسهيلات عسكرية لمملكة البحرين، بحسب ما أعلنه وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند. وضع وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، ونظيره البريطاني، فيليب هاموند، حجر الأساس للقاعدة البريطانية، في شهر نوفمر الماضي، بحضور قادة ومسؤولين بريطانيين، وقال وزير الخارجية البحريني، خلال وضع حجر الأساس: «فخورون بالتسهيلات العسكرية التي ستقدمها بريطانيا، وستسهم في توطيد العلاقات بين البلدين، والتي تستمر منذ أكثر من 200 سنة»، مضيفًا: «ستقدم التسهيلات العسكرية البريطانية حماية إلى مملكة البحرين، خصوصًا، وإلى المنطقة عمومًا، فجميع الدول المجاورة ستستفيد من هذه التسهيلات التي سيكون مقرها ميناء سلمان». * قاعدة تركية في قطر في خطوة توضح مدى التعاون التركي القطري خلال الفترة الأخيرة، أعلنت تركيا عن إنشاء قاعدة عسكرية لها في قطر، على لسان السفير التركي بالدوحة، أحمد ديميروك، الأربعاء الماضي، قائلا إن بلاده ستُنشئ قاعدة عسكرية بقطر، في إطار اتفاقية دفاعية. وعن قوام القاعدة، أوضح السفير التركي أن 3 آلاف جندي من القوات البرية سيتمركزون في القاعدة، والتى تعد أول منشأة عسكرية تركية في الشرق الأوسط، إلى جانب وحدات جوية وبحرية ومدربين عسكريين وقوات عمليات خاصة، وفقًا لوكالة أنباء رويترز، مضيفا أن القاعدة «متعددة الأغراض»، وستكون في الأساس مقرًّا لتدريبات مشتركة، وأن قطر تبحث أيضًا إنشاء قاعدة لها في تركيا، مختتما بإن مائة جندي تركي موجودون حاليًّا في قطر؛ لتدريب الجيش القطري، فيما لم يذكر متى سيتم الانتهاء من بناء القاعدة التركية الجديدة.