قال مؤسس موقع فيسبوك ومديره التنفيذي، مارك زوكربيرغ، في مداخلة نشرها في صفحته الأربعاء الماضي إنه يساند المسلمين في بلده وحول العالم، في الهجوم الذي يتعرضون له عقب هجمات باريس وكاليفورنيا. جاء في مداخلته: "كيهودي، علمني والداي ضرورة أن نتصدى للهجمات والاعتداءات التي تتعرض لها كل الجاليات، فحتى لو لم تتعرض جاليتك للهجوم اليوم، فإن الهجمات التي تستهدف حرية أي أحد ستؤذي الجميع في نهاية المطاف"، وقال مخاطبا المسلمين: "بصفتي رئيس الفيس بوك، أريدكم أن تعلموا أنكم مرحب بكم هنا دائما". إعلان زوكربيرج عن تضامنه مع المسلمين مقبول من الناحية الإنسانية، لكن ما يثير الانتباه في حديث زوكربيرج، قوله: "كيهودي، علمني والداي ضرورة أن نتصدى للهجمات والاعتداءات التي تتعرض لها كل الجاليات"، فإذا كان أبواه اليهوديان قد علماه ذلك، فهل علماه أيضا رفع الاعتداءات عن الشعب الفلسطيني التي يمارسها الكيان الصهيوني الغاصب، والذي ما زال حتى اللحظة يمارس أقبح الانتهاكات بحق الفلسطينيين؟، ولماذا لم يستطع تصور الخوف الذي يشعر به الفلسطينيون من إمكانية استهدافهم لمنازلهم وأرواحهم لأعمال قام بها آخرون؟، وإذا ما كان زوكيربيرغ نفسه صادقا في تضامنه مع المظلومين، فلماذا يمارس القمع عبر موقعه "الفيسبوك" ضد المقاومة الفلسطينية بحجب حساباتهم من على موقعه؟. في الشهر الماضي أغلقت إدارة الفيسبوك صفحة "شارك القدس" الإخبارية، والتي يعتبرها الكيان الصهيوني صفحة تحريضية، رغم أن بعض الصفحات الإخبارية الإسرائيلية التي انتشرت مؤخرا تحرض على قتل الفلسطينيين ولا تتخذ إدارة الفيس بوك أي إجراء بشأنها. كما أغلقت إدارة شبكة التواصل الاجتماعي الصفحة الرسمية للكتلة الإسلامية، الجناح الطلابي لحركة حماس، في جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس شمال الضفة الغربيةالمحتلة، وأبدت الكتلة الإسلامية استنكارها لهذه الخطوة، معتبرة أن إغلاق الصفحة جاء بحجة وجود منشورات داعمة للمقاومة الفلسطينية. وفي وقتٍ سابق أطلقت إدارة صفحة "شباب الضفة لرفض الاعتقالات والاستدعاءات السياسية"، صفحة رسمية جديدة لها على موقع الفيسبوك، عقب إغلاق إدارة الموقع لصفحتها السابقة، وقالت إدارة الصفحة في تصريح لها، إن استهدافها من قبل إدارة الفيسبوك يأتي ضمن حملة ممنهجة تهدف إلى تغييب الصوت الشبابي الداعي لإعادة البوصلة الفلسطينية إلى مسارها الصحيح. كما أغلق فيسبوك، عددا من الصفحات التابعة والمقربة من الدائرة الإعلامية لحركة حماس فى الضفة الغربيةالمحتلة، بالإضافة إلى عدة صفحات تفاعلية داعمة للمقاومة الفلسطينية. وأوضحت الحركة في بيان صحفي لها، أن إغلاق الصفحات المذكورة جاء عقب حملة تبليغات واسعة ومنظمة، مسنودة بضغوطات مباشرة من وزارتي الاتصالات والخارجية الإسرائيليتين على إدارة موقع فيسبوك، و"ذلك على ضوء الدور الكبير للإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في دعم وتحريك وإسناد انتفاضة القدس"، وفق البيان. وكانت إدارة الموقع قد أغلقت وللمرة الثانية على التوالي في غضون أسبوع، صفحة الناطق الرسمي باسم حركة حماس حسام بدران، وسبقها بعدة أيام إغلاق صفحتي "نبض الضفة" و"كلنا مقاومة" المقربتين من الحركة. تصريحات مارك زوكيربيرغ، المحابية للإسلام، لن تمنعنا من التشكيك في مواقفه، وخصوصا لأن ظاهرة إغلاق الحسابات على الفيسبوك قد تعبر عن موقف إدارته السياسي غير المعلن والمناهض للقضية الفلسطينية والعربية، فظاهرة الإغلاق التي تتعرض لها حسابات وصفحات لفلسطينيين ليست وليدة الصدفة ولا يمكن اعتبارها خطأ.